غداً، نستقبلُ شهر تشرين الأوّل؛ فالمثل الشّعبي يقول: “بين تشرين وتشرين، صَيف ثاني”، ولكن الأحوال اللّبنانيّة بَدَّلتهُ ليُصبِح “بين تشرين وتشرين، نُزوح ثاني
“صدقونا”، “الله يستر” من النّزوح السّوري الذي قلَبَ كلّ المقاييس
أمّا اليوم، فالتّحدّي ليسَ من يجرؤ على رفع الصّوت كما رفعه الوزير باسيل منذ أكثر من عشر سنوات، بل التّحدّي اليوم يتطلّب مؤتمرات كثيفة، جهد فعليّ من الحكومة اللّبنانيّة برئاسة نجيب ميقاتي الذي يُماطل بمعالجة هذا الملف الطّارئ ولربّما مساعدة من البرلمان الأوروبي
الأحداث التي حصلت في الأسبوع الفائت يمكننا تشبيهها بالسّيف ذو حَدَّيْن، أوّله المعابر الغير شرعيّة وثانيه تأثيرها على لبنان
“الله يستر” لأنّ كلفة النّزوح تعادل الفجوة الماليّة
“الله يستر” لأنّ بسبب إزدياد النّزوح السّوري، إرتفعت معدّلات الجريمة
“الله يستر” لأنّ أعداد السّوريّين الذين يدخلون خلسةً إلى لبنان يوميّاً، مرعبة
“الله يستر” لأنّ هذا النّزوح بدأ يشكّل خطراً أكبر ممّا كان سابقاً، إذ إنّ سوريّين يواكبون مجموعة من “فتيات اللّيل” في منطقة لبنانيّة وهي الدّورة
“الله يستر” لأنّ مخيّمات النّازحين السّوريّين مليئة بالأسلحة الحربيّة والذّخائر والرّشاشات والمسدّسات
“الله يستر” لأنّ ما وراء دخولهم عبر المعابر الغير شرعيّة قنبلة موقوتة وهي خلايا إرهابيّة تتسلّل بين النّازحين السّوريّين
“الله يستر”، ففعلاً لبنان بحاجةٍ إلى معونة إلهيّة لتخلّصه من هذا العبء الذي لم يعد محمولاً بأيّ شكلٍ من الأشكال
“الله يستر” لأنّ عاصفة هذا النّزوح هبّت مع رياح قويّة وأمطار أقوى، وعسى ألّا يتحوّل إلى إعصار يدورُ عكس عقارب السّاعة، من شأنه أن يخلق فوضى جديدة لبنان بغنى عنها