راحت السّكرة وإجت الفكرة ولا يزال الوضع اللّبناني يسبحُ في بحرِ الفراغ؛ يسبحُ في بحرِ فراغ الحوار، يسبحُ في بحرِ فراغ الشّراكة، يسبحُ في بحرِ فراغ التّعاون، يسبحُ في بحرِ فراغ خرق وتعدّي الدّستور، يسبحُ في بحرِ فراغ مخالفة للقوانين.. والأهمّ، يسبحُ في بحرِ فراغ رئاسة الجمهوريّة
قد يبدو هذا الكلام خارج نطاق الأحداث التي تتطلّب نوعاً ما من الجرأة، ما هي قيمة وجود كلّ هذه الكتل السّياسيّة في ظلِّ غياب الحوار؟ وإذا كان الحوار دعوةً سماويّة، فهو أيضاً يشكّل إختباراً لنزوات هذه الكتل السّياسيّة
لبنان في العناية الفائقة، يُعاني من أمراض عديدة ولكن ليست مُزمنة
لبنان يُعاني من مرض النّزوح السّوري.. ولكن ليس مرضاً مزمناً كون الحلّ موجود: التّواصل مع الجانب السّوري لحلِّ هذا الملف.. فإذاً أين الطّبيب؟ بالتّالي الطّبيب هو نجيب ميقاتي.. فليتفضّل
لبنان يُعاني من نزيف حاد في التّعدّي على الدّستور والقانون.. أيضاً وأيضاً الطّبيب هو نجيب ميقاتي، مع فارق صغير أنّ ميقاتي تسبّب بهذا النّزيف. فليتفضّل ميقاتي إلى معالجة هذا المرض
لبنان يُعاني من ورمٍ كبيرٍ وهو أزمته الإقتصاديّة التي كان حاكم مصرف لبنان السّابق رياض سلامة من أسبابها الرّئيسيّة.. ها هو اليوم “يسرح ويمرح” وهو نفسه المطلوب دوليّاً وأوروبيّاً وحتّى لبنانيّاً.. الطّبيب الذي من شأنه أن يستأصل هذا المرض هو القضاء.. فليتفضّل!
لبنان يُعاني من أزمة كبيرة في إنعدام الحوار بين أطرافه السّياسيّة.. وذلك لأجل التّوافق على إسمٍ لرئيس للجمهوريّة.. والعتب الكبير هنا يقعُ على عاتق الأحزاب المسيحيّة؛ أين الأحزاب السّياسيّة المسيحيّة من هذا الحوار؟ أين القوّات اللّبنانيّة والكتائب والمردة؟ في المقابل، حمل التّيار الوطني الحر ورقة الأولويّات الرّئاسيّة وجال بها على مختلفِ الأحزاب السّياسيّة.. التّيار بادر وفعلها! فلماذا لم تبادر هذه الأحزاب الأُخرى إلى أيّة خطوة تُذكر بما خصّ موضوع الرّئاسة؟
إجتمعوا، تحاوروا.. لأجلِ لبنان