يا شعبَ لبنان العَظيم، نمسك بقلمِنا لِنَكتُب.. فيقفُ القلم.. ونعجز عن وصفِ جلسة مناقشة وإقرار موازنة ٢٠٢٤.. هل هيَ جلسة “هرج ومرج”؟ أم هيَ جلسة “التّلاسُن الحاد”؟ فارِغَةٌ هي الكلمات، بلا مضمون، بلا معنى
حاولنا إقناع القلم، فَكَتَبَ
آسِفٌ أنا يا وطني الموجوع، إنَّ هكذا نوّاب يُمثّلون شعبك
آسِفٌ أنا يا وطني المتأَلِّم، إنَّهم يسرحون ويمرحون في مجلسِكَ النّيابي وكأنَهُ “الفندق للنّزاهة
آسِفٌ أنا يا وطني المَسروق والمنهوب، يُشَرِّعون مصالحهم الشّخصيّة، من دون الإستناد إلى “تشريع الضّرورة
آسِفٌ أنا يا وطني الحَزين، الذين إتّفقوا و وقّعوا على إتّفاق الطّائف، هم اليوم يُخالفونه في ظلِّ غياب رئيس للجمهوريّة
كلّ هذه التّجارب تُثبِتُ يا شعبَ لبنان العظيم، أنّ عليكم إعادة النّظر في الإنتخابات النّيابيّة المًقبلة.. فمن هو الذي يُمثّلكم؟ الذي يُخالِف الدّستور والقوانين؟ أم من يحترم القوانين والدّستور ويرفعُ الصّوت، كحدِّ السّيف، بوجهِ كلّ هذه المخالفات؟
على سبيلِ الحصر، هو الذي إستنكرَ المخالفات التي تمارِسُها حكومة تصريف الأعمال بشخصِ رئيسها
هو الذي تصدّى لتشريع الضّرورة في المجلس النّيابي، في ظلِّ الفراغ الرّئاسي، والقوانين التي تمرُّ لإرضاءِ غرائزهم الشّخصيّة؛ في حين أنَّ القوانين التي تحمل عنصر تشريع الضّرورة لإقرارها.. لا تُبصِرُ النّور
هو الذي، وللمرّة المليون، دعا لحوارٍ بين جميع الأفرقاء إيماناً به بأنّ عدم وجود رئيس للجمهوريّة جريمة بحقّ اللّبنانيّين
هو الذي لن يقبل تطبيع الفراغ في المجلس النّيابي
هو الذي لن يقبل عزيمة المساواة في السّلطة
هُوَ جبران باسيل! وكم من موقف وإعتراض وإستنكار ورجولة و وطنيّة “جبران باسيل”، ينقصُ لهذا المجلس
وكم من “نوّاب الصّدفة” يحتوي هذا المجلس
ويبقى الدّعاء دائماً وأبداً: يا ربّ، إشفِ كلّ مريض يعاني من فوبيا جبران باسيل