بعد أن طرح نفسه كرجل وسطي ومنفتح يسعى لتدوير الزوايا في عالم السياسة اللبنانية الحادة، خلع ملحم رياشي قناعه اللطيف الذي تخفّى خلفه لفترة طويلة، وتحديداً قناع الـ “جنتلمان” وكشف عن وجهه القواتي بإمتياز، حيث بدأ بالـ “خربشة” واستخدم أسلوباً وكلماتٍ تدلّ على إنزعاجه بسبب تقرير عن الفساد في وزارة الإعلام عندما كان على رأسها، لأنه وبكل بساطة “ذاب الثلج وبان الفساد”، وأصبح جلياً أن الصورة التي رسمها لنفسه كانت مزيّفة
حاول رياشي أن يبدو متماسكاً ودافع عن نفسه، ووصف الوسيط في مونديال ٢٠١٨ المذكور في تقرير المؤسسة اللبنانية للإرسال من أفضل الموظفين الذين عمل معهم وذكر أنه ليس مستشاره، ربما لأن نهج القوات قائم على التضليل والأساليب الملتوية، لينتقل بعدها إلى الإستعانة بكلمات وتعابير هجومية مثل “النظريات الغبية” و”المسلسل الفاشل الفاسد” و”شاشتكم المسروقة”، كما وجّه إتهاماً واضحاً بأن التقرير مدفوعٌ سلفاً، فضلاً عن أنّه تمنّن على اللبنانيين بأنّهم تمكّنوا من مشاهدة المونديال من دون دفع أي مبلغ، وأكّد انه سيعيد تكرار الفعل نفسه في حال اضطر، وذلك طبعاً لصالح الشعب اللبناني، لأن حزب القوات ينصّب نفسه حالياً المطالب بحقوق الشعب اللبناني
في المحصّلة، أظهر رياشي بأنه ضليع باللغة العربية ويتقن استخدام كلمات رنّانة وطنّانة، خاصةً عندما تطال تقارير الفساد حزبه المعروف بتاريخه وحاضره، ونذكّره ان تربيح الجميلة لن ينفع، لأن اللبنانيون دفعوا ثمن مشاهدة المونديال من جيوبهم الخاصّة، عكس ما يوحي به “جنتلمان” القوات