بعد مسرحية القوات اللبنانية في الإستفاقة المفاجأة على قضية عودة النازحين ومهزلة إعتداء عناصر قواتية على مدنيين سوريين متجهين للإدلاء بصوتهم في الإنتخابات السورية وما تبِعَهُ من تنديد من معظم الناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي الذين سخروا من القوات وأعادوا إلى ذاكرتهم مواقفهم السابقة من أزمة النزوح من دفاع مستميت لبقائهم، حاولت القوات اللبنانية تبرير موقفها بعذر أقبح من ذنب

وكانت من بين التبريرات نفي الوزيرة السابقة ميّ شدياق ما كانت نسبته إليها إحدى الصحف عن رفض القوات عودة النازحين لو على دمائهم
لكن الحقيقة أن تغريدتها موجودة وإن حاولت شدياق وضعها في سياق مختلف
فهي كانت قد أعلنت في شباط من العام ٢٠١٩ معارضتها الشديدة تنسيق الدولة اللبنانية مع السلطات السورية لعودة النازحين إلى بلادهم وإن ذلك لن يتم ولو على دماء القوات
قد تبرر ميّ الأمر برفضها التطبيع مع نظام الأسد لكن يبقى المعنى والنتيجة واحدة: رفض عودة النازحين وبقائهم في لبنان وما يترتب عن ذلك من تداعيات كارثية على الإقتصاد والبني التحتية تفوق على قدرة لبنان تحمُّله
السخرية أن القوات إكتشفت فجأة أن جزء كبير من النازحين هم من المؤيدين للنظام، فيما هؤلاء أنفسهم إقترعوا للإسد منذ ٦ سنوات في لبنان ولم نسمع إعتراض القوات يومها
تعددت التبريرات وتبقى النتيجة واحدة
أدركت القوات خسارة رهناتها من الأزمة السورية وقد لمست قرب التسويات التي ستصب في مصلحة النظام وعودة النازحين بالتنسيق معه، فقامت كعادتها بمسرحية شعبوية لتستدرك موقفها المتخاذل من النزوح طوال سنوات