بين الواقِع المرير والآمال المُتواصلة، ما هي الإشكالات والحلول المُطبّقة للحدِّ من مُعاناة النّازحين السّوريّين؟
تشهدُ السّاحة اللّبنانيّة أزمات متواصلة وآخِرها أزمة النّزوح السّوري، ممّا جَعَلَ “بلد الأرز” لبنان، “بلد النّزوح الأكبر” منذُ إندلاع الأزمة السّوريّة
كما وقد كشفَ سابِقاً وزير الشّؤون الإجتماعيّة في حكومةِ تصريفِ الأعمال، هيكتور حجّار لموقعِ “سياسة ١٠١” أنَّ كلفة هذا النّزوح من العام ٢٠١١ على لبنان، ولغايةِ يومنا هذا، هي حوالي ٤٤ ميليار دولار”؛ ولكن.. سنتخطّى جميع القُشور الماديّة، إيماناً منّا بأنَّ أمام صحّة وسلامة وحياة المواطنين، تسقُطُ كلّ القُشور
لنأخُذ بعينٍ مُجَرَّدة ماذا يَحدُثُ فعلِيّاً على أرضِ الواقعِ المريرِ وماذا شهدت الأحداث الأخيرة من هجمات، وصلت مفاعيلها إلى أمان وحياة وصحّة المواطنين
نبدأ بالخبرِ المرير الأوّل: عاملون سوريّون يعتدون بالضّربِ على إمرأةٍ لبنانيّةٍ عندما طالبتهم بإخلاءِ منزل عائد لها، وذلك بعد تمنّعهم عن دفعِ بدلات الإيجار
ننتقلُ إلى الخبرِ الثّاني: موت أحد المواطنين وجرح إبنه طعناً بالسّكاكين
مُروراً بعرضِ حياة وسلامة النِّساء كما وأجنَّتهِنَّ إلى ناقوسٍ للخطرِ بسببِ سوريّة تُديرُ خيمة للإجهاضِ وللتّوليد بأسعارٍ مُنخَفِضة
وكيفَ لجرائم السّرقات أن تمرّ مرور الكرام؟
فلولا نجاة مالك المنزل في حينِها، فكانت لربّما أُضيفت إلى جريمة السّرقة، جريمة أُخرى
وُصولاً إلى جريمةِ مقتل فتى بالغ من العمرِ ١٧ عاماً من بلدةِ عقتنيت اللّبنانيّة، وبعد التّحقيق تبيَّنَ أنَّ مرتكبي هذه الجريمة هم من الجنسيّة السّوريّة
واقع مرير وآمال متواصلة
سلامة المواطنين تحت ناقوس الخطر والتّخوّف ممّا يحمل الغد
في المُحَصِّلة، أوّلاً من المعلوم أنّ ورقةَ النّزوح السّوري فزاعة يستخدمها البعض تبعاً لمصالحِهم
ثانياً، على مسارِح الجرائم، وعادةً، لا ننظُرُ إلى هويّةِ أو عرقِ أو جنسيّةِ أو طائفةِ أو دينِ أو معتقداتِ الفاعلين
ثالثاً، كما وأشرنا سابِقاً، وبما أنَّ بلد الأرز تحوَّلَ إلى بلدِ النّزوح الأكبر
وبما أنَّ سوريا أصبحت آمنة لعودةِ النّازحين
وإيماناً منّا إلى سلامةِ عيشِ الشّعبين الشَّقيقَيْن
كفى، كفى، وألف كفى، لأنَّ لبنان “بطَّل قادر يحمل