يطل علينا مارسيل غانم أسبوعياً حاملاً لواء صوت الناس ويتلو مقدّمات مسرحية إستعراضية بأسلوب القهقهة والتنمّر وقراءات سياسية موجّهة الأهداف مثل المقدمة التي خصصها يوماً ليمدح بحاكم مصرف لبنان ويشنّ حملة شتائم بحق القاضية غادة عون على خلفية ملاحقتها الأخوين سلامة
لا عجب عندما ندرك أن القاضية عون حققت سنة 2015 في ملف كازينو لبنان وتبين لها وجود هدر كبير بالمال العام و فواتير مضخّمة لمستشارين من بينهم شقيق مارسيل جورج غانم الذي كان يتقاضى أتعاب إستشارية من الكازينو تصل إلى 12.000 الف دولار شهرياً، علماً أن 33% من اسهم الكازينو يملكها مصرف لبنان
لوهلة وضمن لعبة إضاءة وكاميرا وجمهور يصفّق بالريموت كونترول، يُخيّل لبعض الساذجين أن مارسيل يحمل همّ المواطن ومعاناته. لكن بعيداً عن الخدع البصرية والتمثيل الهوليودي يكفي أن نستعرض صداقات مارسيل بالطبقة السياسية ورؤوس الأموال وأصحاب المصارف وبأكبر رموز الفساد في البلاد لكشف مدى التضليل الذي يمارسه ضمن برنامجه لقاء رشاوى وهدايا بملايين الدولارات
وقد جاء في إحدى منشورات ويكيليكس على لسان وليد جنبلاط أن مارسيل غانم يطلب مبلغ 25.000 دولار أميركي مقابل إطلالة أي من الضيوف في برنامجه
وطبعاً مارسيل هو المدافع الشرس عن سياسات رياض سلامة و استضافه مراراً مشيداً بمزاياه حين كان الحاكم يكرر جملته الشهيرة الليرة بألف خير
والمفارقة أن مارسيل غانم يقوم باستضافة الشخصيات التي يفتح القضاء التحقيق بملفاتها كما فعل مع حميد كريدي عند فتح ملف الكازينو ومحمد زيدان في ملف السوق الحرة في المطار فخصّص لهم حلقة للإشادة بإدارتهم، عدا عن صداقاته مع محمد الحوت وانطون الصحناوي المصرفي الملاحق بتبييض الأموال
ولا ننسى كيف شجّع مارسيل المعتدين على وزير الطاقة وليد فياض في الشارع وأشاد بهم في الاستديو، ليتحوّل إلى إعلامي يروّج للبلطجة والعنف
لقد كان مارسيل طوال فترة الوصاية السورية متزلفاَ لأركان النظام السوري و متماهياً مع سياساتهم و إنقلب عليهم مع بداية الحقبة الجديدة، فهو البارع في إقتناص الفرص ونقل البندقية
يحطّم مارسيل غانم ضيوفه من غير أصحاب الثروات ويلمّع ويتزلّف لأصحاب الأموال
يدخل الفاسد إستوديو صار الوقت ملطّخ السمعة ويخرج منه مسجلاً الإنتصارات