يبدو أن الرّئيس المُكلَّف نجيب ميقاتي لا يريد تشكيل حكومة في انتظار التطوّرات السياسية وقد حاول فرض تشكيلةٍ كيديةٍ على رئيس الجمهورية وهو يعلم مُسبقاً بأنه لا يُمكن القبول بها وقد تخطّى ميقاتي كل اللّياقات حين قام بمهاجمة الرئيس من الصرح البطريركي في الديمان
تفادى ميقاتي في تشكيلته الوزارية المداورة في المالية والداخلية مُتذرّعاً بأن الوقت ليس مناسباً لإفتعال مشاكل، لا بل ذهب أبعد من ذلك ووضع إسم النائب ياسين جابر المُدافع الشرس عن حاكم مصرف لبنان لتولي حقيبة المالية إرضاءً للرئيس نبيه بري
يسعى نجيب ميقاتي إلى تطبيق المداورة فقط في وزارة الطاقة وهو يريد تسمية الوزير بنفسه واستبعاد الوزير فياض الذي عمل على عقود استجرار الغاز من الاردن ومصر ورفض ضغوط ميقاتي لتمرير عروض غير مكتملة بالتراضي لإنشاء معامل كهرباء بأغلى الأسعار عالمياً
فما الغاية وراء إصرار ميقاتي وضع يده على قطاع الطاقة؟
هل مفهموم الإصلاح عنده هو عقد الصفقات بالتراضي على حساب جيوب اللبنانيين ؟
أو هل يُمكن لمن هو مُلاحقٌ قضائياً في موناكو والمتورّط في صفقات مشبوهة في عدة دول من ميانمار وصولاُ إلى الأردن وسوريا كما تنقل الصحف العالمية، أن يُؤتمن على إصلاح قطاع الطاقة؟
علماً ان ميقاتي كان من أبرز المُعطلين لخطة الكهرباء سنة ٢٠١١ التي كانت ستضع حداً لمصالح سكك التمويل لمنظومة مُتحكمة منذ ١٩٩٠ والتي إن طُبِّقت كنا اليوم ننعم بكهرباء ٢٤ ورفعنا التعرفة ووفّرنا كلفة دعم الطاقة عبر سلفات الخزينة لشراء الفيول
ميقاتي نفسه عطّل مراسيم إستخراج النفط والغاز سنة ٢٠١٣ وعمد إلى الاستقالة قبل توقيعها بأيام
لا يا سيد ميقاتي، لست انت المؤتمن على الإصلاح وعلى وضع اليد على قطاع الطاقة تحديداً