إنشغلت الأوساط الإعلامية في الأيام الماضية بالترويج الكاذب عن سحب وزير الطاقة بند إنشاء معمليّ الزهراني ودير عمار من جلسة مجلس الوزراء فيما أوضح وزير الطاقة في مقابلات عدة وآخرها في برنامج “صار الوقت” بأنه لم يُطرح أبداً أي بند لتلزيم معامل كهربائية تعطينا كهرباء بسرعة ولم تستلم الوزارة أية عروض مكتملة لإنشاء معامل بل كانت مراسلات عامة وبكلفة إنتاج كيلوواط أعلى من معدّل كلفة الإنتاج من كافة المصادر الأخرى خلال الأعوام الماضية
كما أشار الوزير فياض بأن هناك عروض من شركة كهرباء فرنسا قيد الدراسة لإنتاج الكهرباء على 10 اشهر وهناك مفاوضات أخرى حول التمويل
كذلك كرّر الوزير بأنه ما زال على تواصل مع مصر والأردن وسوريا لإستجرار الغاز والكهرباء بأقل التكاليف وبأن المعاملات أصبحت مُنجزة ولا تنقصها سوى الموافقة النهائية من الولايات المتحدة حول إعفاء هذه العقود من قانون قيصر
وقد علمت سياسة ١٠١ أن ما جرى كان محاولة لتمرير وتهريب صفقة مشبوهة كي تزداد ثروة أحدهم على حساب جيوب وأموال الشعب اللّبناني ويحتلّ الصفحات العالمية بين أغنى أغنياء العالم
فمن فاوض أورهان كارادنيز سنة ٢٠١١ وأنجز عقد البواخر وسرّب لاحقاً لبعض الإعلام المأجور قضية عمولات البواخر لإبعاد الشبهات عنه وألصقها بالتيار الوطني الحر هو نفسه من يحاول اليوم تمرير صفقة بالتراضي لمعامل تتخطى كلفتها التشغيلية كلفة إستجرار الطاقة من البواخر بنسبة ٢٠٪ على الأقلّ
فهل تتخيّلون تمرير صفقة لمعامل كهرباء بكلفة تتخطى كلفة الحلول المؤقتة
علماً أن إنشاء معملين في الزهراني ودير عمار غير كافيين لتأمين الكهرباء ٢٤/٢٤ إذ يبقى الإنتاج ناقصاً لتغطية حاجة لبنان من الكهرباء مع محاولة إستبعاد سلعاتا مرة أخرى، ونكون بذلك نؤمّن الإستمرارية لتجارة المولّدات ومن خلفها تجارة المازوت بقيمة ٢ مليار دولار سنوياً
كما علمت سياسة ١٠١ من مصادر موثوقة أن إسقاط معمل سلعاتا وبالتالي محطّة التغويز فيها يهدف إلى إلغاء المناقصة التي ربحتها شركة لا تملك وكيلاً في لبنان ومنحها الى شركة أخرى تملك وكيلاً يموّل نفس الأحزاب الخمسة التي كانت تستفيد من عقد سونطراك بمبلغ ٢ مليار سنوياً عبر وسطاء لبنانيي
وهنا نسأل كل من كان يُحاضر ويثير الضجيج الشعبوي عن ضرورة مرور جميع التلزيمات بإدارة المناقصات، أين أصواتهم اليوم؟
وهل إستباحة أموال الشعب اللبناني بحجّة تلزيم معامل بأغلى الأسعار ومن دون عروض مكتملة على حساب جيوب اللبنانيين أصبح مقبولًا ؟