ضمن حملة التضليل المبرمجة والمستمرّة في ملف بواخر الطاقة، يتمّ التداول على مواقع التواصل الإجتماعي بمنشور كاذب وينمّ عن جهل واسع، يُقال فيه أن مصر أنشأت ٣ محطات طاقة بكلفة ٦ مليار دولار بينما لبنان إستأجر بواخر إنتاج ب ٦.٨ مليار دولار
لذا لا بدّ من وضع النقاط على الحروف من جديد لتبيان الحقيقة

أولاً مصطلح إستئجار بواخر خاطئ من أساسه
فالبواخر هي كناية عن معامل إنتاج طاقة عائمة أو بتعبير آخر مولّدات ضخمة، كانت الدولة اللبنانية تشتري منها حاجتها من كيلوات الكهرباء لتسدّ عجز إنتاج الطاقة من المعامل القديمة وقد اعتمدتها وزارة الطاقة بموافقة مجلس الوزراء بين أعوام ٢٠١٣ و ٢٠٢١ كحلّ “مؤقت” لإنتاج الكهرباء ريثما ينتهي إنشاء المعامل الجديدة
كلفة إستجرار الطاقة من البواخر كانت الأرخص مقارنةً بكل الحلول المؤقّتة الأخرى مثل إستجرار الطاقة من سوريا أو حلّ كهرباء زحلة أو حتى مقارنةً مع كلفة إنتاج الطاقة من المعامل القديمة في الجية والذوق وصور
وننشر في ما يلي جدول مقارنة رسميّ بين جميع وسائل إنتاج الكهرباء للعام ٢٠١٩


ثانياً والأهم أن خطّة الكهرباء التي قدّمتها وزارة الطاقة والتي كانت تقضي بإنشاء ٣ معامل جديدة وتطوير شبكة النقل وتركيب العدّادات الذكيّة، لم تكن تتعدّى المليار و ٢٠٠ مليون ليرة ولم تحصل منها الوزارة سوى على ٦٠٠ مليون دولار
فلو تمّ دفع المبلغ المتوّجب لوزارة الطاقة لإنشاء معامل جديدة كما ورد في خطّة الكهرباء لما كنّا بحاجة إلى إستجرار الطاقة من البواخر طوال هذه السنوات
نعم مليار و ٢٠٠ مليون ليرة فقط عرقلتها منظومة الأحزاب الخمسة التي كانت تستفيد من تجارةالفيول التي تصل قيمتها إلى٤ مليار دولار سنوياً وذلك من خلال عقد سونطراك لإستيراد الفيول للمعامل القديمة إما عبر شراكة مباشرة مع الوسطاء كما هو الحال مع جنبلاط وأنور الخليل مع البساتنة أو عبر التبرّعات السخيّة كما هو الحال مع القوات اللبنانية والمردة مع تيدي وريمون رحمة
إنها الأحزاب نفسها التي تسوّق لكذبة كلفة البواخر عبر وسائل الإعلام لتغطية إنخراطها التام في كارتيل الفيول هي التي حرمت اللبنانيين الكهرباء وتسبّبت في إستمرار دعم التعرفة أو ما يُسمّونه هم “عجز الكهرباء” عبر سلف خزينة لإستيراد الفيول كانوا يوافقون عليها جميعاً قبل فسخ عقد سونطراك وأصبحوا يعترضون عليها اليوم بعد توقّف شراكتهم مع الوسطاء
كفاكم كذباً، إستحوا