“هيدا المرفأ أنجز، “يضبضبوا السّياسيّين يلّي عم يحكوا عن إدارة المرفأ
بهذه العبارات، رسم سعد الحريري خطوطه الحمر العريضة على إدارة مرفأ بيروت برئاسة حسن قريطم التّي من شأنها أن تكون “هيئة مؤقّتة” وذلك منذ ٢٨ سنة
ولكن نتساءل عن هذه الإنجازات التّي لا تُعدّ ولا تُحصى! نتساءل عن عظمتها وأهميّتها ومدى قانونيّتها
سنسرد لكم عيّنة صغيرة من تلك الإنجازات ولكم التّعليق
بحسب الوقائع المادّية والقانونيّة، في نهاية العام ١٩٩٠ إنتهت إدارة مرفأ بيروت من قبل القطاع الخاص وأصبح المرفأ خاضعاً لأسلوب الإدارة المباشرة من قبل الدّولة؛ واستناداً إلى المرسوم رقم ٧٥٠٥ تم تعيين لجنة مؤقتّة من سبعة أشخاص ومدير عام “لإدارة واستثمار مرفأ بيروت
إضافة إلى ذلك، إنّ إدارة مرفأ بيروت لا تتمتّع بالشّخصيّة المعنويّة ولا بالإستقلال المعنويّ والمادي؛ إذاً هي لا تستوفي الشّروط التّي تؤدّي إلى وصفها بالمؤسّسة العامّة
على أرض الواقع، تنبّه سعد الحريري آنذاك عن الفساد الموجود في المرفأ، فما كان منه إلا عملية استعراض مع فنيانوس للإنجازات ومن على أرض هذا المرفأ
ولا ننسى طبعاً المؤتمر الصّحفيّ البروباغندي الذّي عقده فينيانوس برفقة قريطم للدّفاع عن هذه اللّجنة المؤقّتة وللإضاءة على حركة المرفأ
يُمكن وصف ما سبق سرده ب “قطعة واحدة من قالب الحلوى” أمام ما ينتظركم
أسئلة غير بريئة تطرحُ نفسها، ويطرحُها كلّ مُواطن
إدارة مرفأ بيروت بعظمتها وبجلالها وبخطوطها الحمر، الإدارة التّي تعلم “بالشّاردة والواردة”، بأدقّ التّفاصيل؛ ألا تعلم بوجود مواد خطرة فاسدة من شأنها خلق حالة دمار شامل؟ لماذا لم تتحرّك هذه الإدارة التّي “أنجزت” كما سبق وقال عنها الحريري! ولكن ماذا أنجزت؟
للأسف، وقعت الكارثة حيثُ انفجر النّيترات، دُمِّرت بيروت بالكامل، ماتَ أهلنا والمشهد لا يُنتسى
ولَبِسَ الإعلام المأجور ثوب القضاء و”صدّق حالو” من خلال موجة كبّ الاتّهامات والتّضليل وعدم المصداقيّة
أمور عديدة تُفسِّرُ القلق : ما هو معيار مصطلح “لجنة مؤقّتة”؟ كيف لإدارة مرفأ بيروت ألّا تخضع لأي حسيب ولا رقيب؟ من يُراقب ومن يُحاسِب؟ هل هذه الإدارة معصومة عن الخطأ؟ لماذا غياب قانون يُحدِّد الوضعيّة القانونيّة لهذا المرفأ؟
والأهمّ، تُطرح علامات إستفهام عديدة حول الإختلاس للمال العام في ظلّ الإنفاق للأموال التّي أنفقتها ومازالت تنفقها هذه الإدارة
كلّ هذه الإنجازات العظيمة يا سادة عرّابها “إدارة واستثمار مرفأ بيروت”؛ الإدارة التّي يَرْفعُ لها البعض القُبّعة؛ عن أيّة قُبّعة تتكلّمون وبأي إنجازات تفتخرون؟
عُذراً أستاذ سعد، “ما حدا رح يتضبضب” لأنّ هذه التّجارب مع تلك الإدارة دليل على أنّها فاسدة وغير صالحة و “إدارة المرفأ مش أكبر من الحقّ والشّفافيّة” و “مش أعلى من القانون
في المُحصِّلة، أصبح من الضّروري إقرار قانون لتنظيم عمل المرفأ والأهمّ تسوية وضعيّته القانونيّة