كعادته، أطلق النائب القواتي عماد واكيم تصريحاً يُعبّر عن الحالة الشعبوية التي يعيشها حزبه مع الكثير من النكد السياسي والتضليل وآخرها إباحة سرقة الكهرباء من خلال المادة ٩١ من قانون التسليف
في الظاهر، يبدو أن واكيم حريص على أموال المودعين ويعتريه الخوف على مستقبلهم وحياتهم، غير أنه كان من الواجب عليه الإجابة عن أسئلة عدة قبل ان يُهلل للعتمة وشعبوية التصاريح
لماذا يرى النائب القواتي أن السلفة لكهرباء لبنان والتي ستُكلّف الدولة مليار دولار “سرقة”، بينما لا يرى ذلك في دعم الدولة للمازوت الذي تستخدمه المولدات والذي يُكلّف الدولة ٤ مليارات دولار من أموال المودعين عوضاً عن ٢ مليارات دولار في حال توقّفت سلفة الكهرباء؟
ويختل توازن المنطق عنده حين يعتبر سلفة الفيول التي لا يُمكن أن يُهرّب “سرقة”، بينما يمكن تهريب المازوت المدعوم ولا يعتبره سرقة
وعلى الرغم من أن القوات أقامت حملةً ضد التهريب لكنهم لم يستفسروا من غراسيا قزي المحسوبة عليهم في المجلس الأعلى الجمارك عن التغطية التي يؤمنها المجلس للمحطات التي تُهرّب المازوت
طبعاً لأنهم كعادتهم يسيرون على نهج الحملات الشعبوية الفوفاشية
قد تكون الاجابات واضحة وسهلة للجميع، غير أن القوات إعتادت اللعب على وتر التحريض والتضليل منذ عودتها للمعترك السياسي في ٢٠٠٥، لأن أقوالهم شيء وافعالهم شيء آخر
فهم كانوا يوافقون في الماضي على سلف الكهرباء بينما قرروا الإمتناع عن ذلك الآن، وقد يستغرب البعض عن نقطة التغيير والتبدّل في موقفهم، ما يُسلّط الأضواء على المتبرّع السّخي للقوات تيدي رحمة الذي كان يستورد هذه المادة ويُقدم الإفادة المشتركة له ولهم، ويمنحهم جزءً من قالب الجبنة
إنهم ببساطة قوات العتمة