أحزاب الحرب الأهلية عديدة… وهي ظنت أنّها بخلع بدلة الميليشيات وإرتداء البدلة الرسمية ومن بعدها استلام وزارات ودخول المجلس النيابي وتمثيل جزء من القرار في البلد بأنها ستصبح من الوطنيّين والغيارى على مصلحة الوطن.. لكن ظلّت إلى اليوم، تمعن بظلم الأبرياء، بسرقة الفقراء وبتدمير البلاد
في الماضي كان القتل عالهويّة، واليوم لا يفرّقون بين مواطن وآخر
في الماضي كان الظلم عالهويّة، واليوم لا يفرّقون أيضًا بين مواطن وآخر
في الماضي، خلقتم الشرقية والغربية، واليوم تخلقون معابر وحواجز ميليشياوية على امتداد الوطن كلّه
إنها الأحزاب نفسها والميليشيات نفسها لكن الأساليب مختلفة. فالسنوات لم تستطع تغيير حقيقة الميليشيات لا سيما القوات اللبنانية. فهُم ذلك الحزب الذي لطّخ تاريخه بدماء الأبرياء وغدر بالجيش ودمّر لبنان تحت إسم المجتمع المسيحي والقضية
شهدت البلاد خلال الأيام الماضية تحركات عديدة تحت شعار الثورة حتّى تبيّن بعد ذلك أنّها انتفاضة بشكل مختلف لميليشيات الحرب الأهلية للإنقلاب على العهد وممارسة الغدر مجدداً
فالطرقات قُطعت وفق خريطة جغرافية حزبية تُذكّرنا بزمن الكانتونات ونفوذ الميليشيات
المستقبل أقفل مناطق المدينة الرياضية والمزرعة وتعلبايا وصولاً إلى طرابلس وعكار في الشمال
حركة أمل قطعت طرقات بيروت، الضاحية وأبلح والرياق بقاعًا فيما تولّت مجموعات الإشتراكي مناطق خلدة، عاليه وبحمدون
أما القوات اللبنانية فأخذت على عاتقها مناطق زحلة وجديتا بقاعًا وأقفلت الساحل الممتد بين جل الديب، الضبية جبيل وصولاً إلى البترون

نقلاً عن المؤسسة اللبنانية للإرسال

سبّبت الميليشيات ولا سيما القوات زحمة سير خانقة، منعوا المريض من الوصول إلى المستشفى والصليب الأحمر من نقل المصابين وعلت صرخة المستشفيات لفقدانها للأوكسيجين
حتى الميّت أذلّوه في نقل جثمانه والمواطنين كفروا على الطرقات
الطريق مقطوع
نعم مقطوع على المريض، مقطوع على الصليب الأحمر، مقطوع على الموظّف، مقطوع على الفقير
ومقطوعٌ على التدقيق الجنائي والإصلاحات في المجلس النيابي والحكومة
مقطوعٌ على التحقيق في الإختلاسات وملاحقة الفاسدين، مقطوع على الإخبارات المقدّمة في القضاء وعلى إقرار قوانين مكافحة الفساد
بينما الطريق مفتوح للزعماء وللفاسدين وللسرقة والنهب والفساد على أنواعه
حياة المواطنين ليست لعبة، فالسلاح لم يكن يومًا الوسيلة الوحيدة للجريمة، فأنتم تقتلون الوطن بغدركم وإرتهاناتكم