كم يستخفُّ سعد الحريري بعقولِ اللبنانيّينَ عندما يُخبرهم عن نيّتِه إختيارَ أخصائيين ضمنَ حكومةِ مهمةٍ تنتشلُ البلادَ من الإنهيار؟
عن أيّ نموذجٍ من الأخصائيينَ ومن سيختارُ الحريري؟
هل هو نموذج فؤاد السنيورة وبدعةُ الإنفاقِ من دونِ موازنةٍ واختفاءِ ما يزيدُ عن ٢٧ مليار دولار؟
أم هو نموذج محمد شقير وشراء مباني ب ٨٠ مليون دولار؟
أم نموذج محمد الحوت وأغلى تذاكر سفر؟
أو ربما نموذج محمد المشنوق وتلزيمات المطار واختلاسات النافعة؟
أو نموذج العيتاني وفضائح مناقصات مكننة دفاتر السيارات وإجازات السوق في النافعة؟
هل يقصد أخصائيين كالقيّمين على بلديّة بيروت وتلزيمِ حفلاتِ رأسِ السنةِ لأحد منافقي الثورة حالياً وبقيمةِ مليون دولار من دون مناقصات
أو ربما أخصائيين ماليين على مثال رياض سلامة والهندسات المالية وأكبر عملية خداع للموديعين؟
أو متعهدو إعمار أمثال جهاد العرب؟
أيٌ من هؤلاء النماذج يريد سعد الحريري فرضَهُ، ومن دون مشاورةٍ، على رئيس الجمهورية تحتَ ما يُسمّى حكومة أخصائيين غير حزبيين؟ علماً أن الحريري يتشاور مع الثنائي الشيعي، والاشتراكي والمردة والقومي السوري ويقف عند خاطرهم في تسمية الوزراء بينما يحاول فرض تشكيلته على الرئيس مدّعياً عدم التشاور مع أحد. فهل يحاول الحريري بكل بساطة إعادة إنتاج حكومة أيتام غازي كنعان تحت قناع حكومة مهمة؟
حاول رئيس الجمهورية، واحتراماً لموقع رئاسة الحكومة الميثاقي الممثّلة بالحريري، التعاون مع الأخير لاتّباع نهجٍ جديدٍ، لكن الحريري اختار أن يتخلّى عن مسؤولياته بأصعب الظروف وألقى بفشله على فريق رئيس الجمهورية وجبران باسيل تحديداً
ترأست الحريرية السياسية ١١ حكومة من أصل ١٥ منذ العام ١٩٩٢ وأسّست للسّياسات الاقتصادية والمالية التي أوصلتنا اليوم إلى هذا الانهيار الكامل
فلا يمكن للإنقاذ أن يأتي على يد من هندس الإنهيار