لقد تخطى الفساد لدى المحطات الإعلامية فساد الطبقة السياسية بأشواط في لبنان، لكنها أكثر خطورة إذ تصنع رأي عام مُضَلّل وترتكبُ جريمةً عبر حرف الأنظار عن كبار الفاسدين وتحاول محو ذاكرة اللبنانيين عن الإختلاسات وسياسات الإفلاس والإرتهان والإرتكابات الميليشياوية وتصوّب البروباغندا الإعلامية التي تُرصَد لها الملايين في اتجاه معيّن
دكانة الجديد، التي تٌقدم نفسها حريصة على الشفافية ومناصرة للثورة على الفساد، متورطةٌ عبر رئيس مجلس إدارتها تحسين خياط في قضايا فساد واختلاسات بالملايين في كل أنحاء العالم العربي مع أحكام قضائية صادرة بحقّه، ملفات لا يتطرق إليها بالطبع رياض قبيسي في برنامجه الهوليودي الذي يدّعي فيه كشف ملفات فساد وتكون معظمها معلومات مغلوطة يحاول التغطية عليها بأدء مسرحي مثير للسخرية. وبما أن رياض فاتته هذه الملفات، سنتطرّق إليها بالوقائع والمستندات بعدة مقالات حول ملفات العراق ومنع دخول كريم تحسين خياط إلى الأراضي العراقية وصفقات فساد ضخمة
لقد شنّت الصّحف والعديد من الفعاليات العراقية سنة 2016 حملة لمنع دخول كريم تحسين خياط إلى العراق على خلفيّة تورّطه في صفقات فساد ضخمة ودعمه لمنظمات إرهابية، وطالب رئيس الوزراء ووزير الخارجية بطرده وبمنع دخوله مجدداً إلى البلاد. فكريم هو من أكثر الشّخصيات المتورّطة في صفقات وعمولات كبيرة في العراق، يرد اسمه في كل العقود المشبوهة حيث يستغل نفوذه وعلاقاته السياسية ويمارس الإبتزاز الإعلامي للحصول على صفقات واحتكار عقود في الوزارات كافة من الكهرباء والدفاع والتربية وغيرها ويحصل بفضل علاقاته على تسهيل عقود المناقصات السريّة، فيتمّ إبلاغه عن أدنى سعر فيها، ليتمكّن من تقديم عرض أقلّ منها ويفوز بالصفقة.هذا عدا أنّه مُتّهم أيضاً بدعم جماعات إرهابية في العراق لصالح الإستخبارات القطرية

وكانت مجموعة الخياط قد أعلنت في هذا الإطار عام ٢٠١١ أن إحدى شركاتها المعروفة “ميدل أيست باور” التي أُنشئت لغرض الإستثمار في قطاع الطاقة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، قد وقّعت إتفاقية شراء الطاقة مع وزارة الكهرباء في إقليم كردستان العراق، وذلك لإنشاء محطة توليد في مدينة السليمانية العراقية حيث أن تركيب المشروع يستغرق ٣ أعوام وسيتم تشغيلها وصيانتها ميكانيكياً وكهربائياً لمدة ١٥ عاماً

حاول الخياط ممارسة نفس أسلوب الإبتزاز الإعلامي في لبنان. وكلّنا نذكر الحملة التي قادها خياط مع مجموعة من الأحزاب، على بواخر الطاقة التي كانت أرخص حلّ مؤقت إلى حين بناء المعامل التي عُرقلت لسنوات خدمة لمافيا المازوت والمولدات. وكغيره من الأحزاب أعترض خياط على البواخر إذ كان يملك أجندة خاصة لتمرير صفقة تستفيد منها شركته ” ميدل أيست باور غروب”. وكان قد زار تركيا لهذا الغرض حيث عقد لقاءات مع شركة ألمانية بغية البحث في إمكانية تصنيع بواخر لإنتاج الطاقة ودراسة الكلفة والمدة الزمنية لإنجازها، فأبلغت الشركة تحسين خياط استحالة تجهيز باخرة في أقل من سنة بينما بواخر كرادينيز كانت جاهزة لتكون في الخدمة خلال 3 اشهر ممّا يُفسّر إصرار العديد من القوى على تعديل دفتر الشروط إلى أكثر من عام كي يمرّروا صفقاتهم حسب مصالحهم الخاصة بينما كانت البواخر الموجودة متخصصة في هذا المجال وقادرة على إنتاج الطاقة في أقل وقت وأقل كلفة في حينها

إختلاسات في وزارة التربية بملايين الدولارات ومذكرة توقيف بحق كريم تحسين خياط
فضائح الخياط لا تقتصرعلى التنفيعات والصفقات المالية الضخمة بل تتعداها إلى إختلاس أموال. ففي شهر أيار الماضي ضجّت المواقع الإخبارية عن تورط تحسين خياط في فضيحة فساد كبرى في وزارة التربية العراقية تمّ على أثرها إعتقال وزيرة التربية والعديد من المسؤولين. وفي التفاصيل حسب ما نقلت الصحف العراقية أن وزارة التربية متورّطة بصفقة فساد مع شركة لبنانية يرأسها مالك قناة الجديد تحسين خياط حيث قامت الوزارة بتلزيم شركة تُسمى “دارغارنت” التي يملكها تحسين الخياط ويديرها كريم ونادية الخياط لطبع منهاج اللغة الإنكليزية فيما شركات عراقية تقدمت بنفس العرض بقيمة أقل من القيمة التي قدّمتها شركة الخياط ب 10 مليار دينار

أيضاً وفي سياق المزيد من الفضائح في وزارة التربية العراقية، تم إصدار مذكرة توقيف بحق كريم خياط في أيارالماضي لتورّطه في فضيحة فساد ماليّة من العيار الثّقيل تخصّ عقد تأمين صحي لمتقاعدي وزارة التّربية بقيمة 35 مليون دولار وقد أثارت القضيّة ضجّة كبيرة في الأوساط السياسية والشعبية. كما وقد صدر أمر قضائي بحجز الأموال المنقولة والغير منقولة لشركة أرض الوطن للتأمين المملوكة من آل الخياط

وثائق بنما والتهرّب الضريبي وغسيل الأموال
والجدير بالذكر أن اسم تحسين خياط وارد ضمن وثائق بنما لعام 2016 والتي كشفت كيف يلجأ بعض الأثرياء إلى شركات مسجّلة في الخارج للتّهرب من الضرائب وتجنب العقوبات. وقد نشر موقع صنداي تايمز أسماء تحسين خياط وأولاده كريم وبشرى وزوجته، كمالكين أو مساهمين في تسع شركات، خمسةٌ منها تم تسجيلها في بنما وأربعة شركات مسجلة في بريطانيا والمعروف أن هذا النوع من الشركات يغطي عمليات غسل الأموال

هذه فقط نبذات من سيرة وسِجلّ مالك قناة الجديد المناصر للثورة، ففساده عابر للدول وسنكشف المزيد عنها في لبنان وسوريا وبلدان أخرى في تقارير لاحقة. فمن كان سِجِلّه حافلاً بهذا الكمّ من الإختلاسات والصفقات التجارية لن يتردد في بيع ضميره الإعلامي خدمة لإجندات كارتيل البلد والقوى الخارجية وفي تسخير محطّته في حملات التشويه المتعمّدة والمدفوعة
نعم عندما يكون الإعلام إلى هذا الحد بلا ضمير، حتما سيصبح الشعب بلا وعي