ازدواجية القوات اللبنانية لا تتوقف عند المواقف السياسية بل تشمل المواقف الاستعراضية في الدفاع عن حريّة الرأي حتى لو كانت شتيمة وتحقير واختلاق الأكاذيب. فهي تقود حملات بث الكراهية على مواقع التواصل الإجتماعي وتُرسل محازبين للتظاهر دفاعاً عن شتّامين أو عن مروّجي شائعات تمسّ بسمعة الأفراد، أو موتورين يرسلون التهديدات، لكنها لا تسمح بأي انتقاد يطال القوات ورئيسها فنجد سجلّها حافل بالملاحقات القضائية بحق الصحافة والناشطين
لقد تقدّمت القوات اللبنانية منذ فترة بدعوى قضائية ضد من يظهره التحقيق متورطاً في تمزيق صورة لسمير جعجع في منطقة النبعة، وهي تتقدم كل يوم بدعوى ضد ناشطين على مواقع التواصل الإجتماعي بتهمة التعرّض لسمعة قائد القوات في محاولةٍ لترهيبهم وإسكاتهم، في حين نراها تتضامن مع الشتامين وتدافع عن المخرّبين الذين اقتحموا المقرات الرسمية وقاموا بتكسير صور رئيس الجمهورية رمز الدولة اللبنانية
تم في اليومين الماضيين إستدعاء ناشطين على خلفية تغريدات تطال القوات اللبنانية وإجبارهم على توقيع تعهّد بعدم التعرّض للحزب ورئيسه
إنها القوات التي تسعى لكَمِّ الأفواه وتخشى الحملات ضدها على مواقع التواصل الإجتماعي، مستعيدةً بذلك زمن الإحتلال وممارساته، وزمن القمع الذي مارسته هي نفسها في الثمانينات
ولا يتوانى الناشطون والقياديون في القوات في التعرّض بأبشع عبارات القدح والذم بحق التيار ورئيس الجمهورية ونعرض فيما يلي عيّنة عن بعض ما ينشرونه على مواقع التواصل الإجتماعي وما يهتفون به بكل مناسبة ونترك لكم الحكم فيما يتعلق بالمفردات التي لا تعبّر سوى عن إنحطاط أخلاقي غير مسبوق
نذكّر القوات اللبنانية في حديثهم عن حريّة التعبير أن “الحريّة تنتهي عند بداية حرّيّة الآخر” فلا يحق لهم التعدي على حرّية الآخرين لا بالأفكار ولا بالرأي