لقد مرّ على وزارة الإتصالات عدة أفرقاء سياسيين منذ منتصف التسعينات حتى اليوم وتولّاها تكتّل التغيير والاصلاح لمدة ٥ سنوات ونصف بين العام ٢٠٠٨ وأول العام ٢٠١٤، أحدث خلالها نقلةً نوعيةً في الإتصالات عمومًا والخليويّ تحديداً، و بعد أن كان القطاع في حالة ركود وإهمال جعله وزراء التيار من أنجح القطاعات.
رغم ذلك، وحيث أن المنتقدون لا يجدون ما يتّهمون به الوزير الصحناوي إلا التوظيفات، نسمع بين الحين والآخر اتهامات عن رفعه النفقات من خلال توظيفه لحوالي ٥٠٠ موظف إضافي في الشركتين المشغّلتين لقطاع الخليوي في لبنان علماً أن عقود التوظيف انتقلت من الشركتين الى الدولة اللبنانية في عام ٢٠١٢. لكن ما يتناساه البعض هو أن هذه النفقات ترافقت مع ورشة عمل وخطة نهوض شاملة للقطاع أحدثت بالفعل نقلة نوعية في الخدمات وبإشرافٍ ومتابعةٍ مباشرةٍ من الوزير.
طبعاً تطوير القطاع يتطلّب مهارات جديدة وإضافية مما أدى إلى خلق فرص عمل للعديد من الشباب اللبناني من أصحاب الاختصاص والمهارات، في حين نرى في باقي الإدارات توظيفات تشكّل عبئاً على وزاراتها بحيث بعض الموظفين الغير منتجين لا يداومون.
لقد حقّق التيار الوطني الحر خلال فترة تولّيه قطاع الإتصالات العديد من الإنجازات، نذكر هنا بعضاً منها علّ البعض تناساها أو لم يكن يعلم بها:
١. لقد تمّ، مع تولّي التيار الوطني الحر وزارة الإتصالات، توسيع الشبكتين والانتقال من مليون مشترك الى ما يزيد عن ٤ ملايين مشترك وهذا الإنجاز وحده يتطلب زيادة في الطاقات العاملة في الشركتين وبالتالي خلق فرص عمل جديدة للشباب اللبناني.
٢. تمّ نَشرُ تقنية الجيل الثالث على الصعيد الوطني ومن ثم بوشِرَ العمل في الجيل الرابع وقد أبدى اللبنانيون حماسًا عارماً حينها حيث ارتفع عدد المستخدمين بنسبة ١٥٨٪ في ١١ شهراً.
٣. تماشياً مع المعايير الدولية، تمّ زيادة عدد عملاء مراكز الاتصال.
٤. تمّ تركيب وتوسيع أكثر من ألف محطة خليوي في جميع المناطق.
٥. تمّ تخفيض كلفة الخدمات الإضافية وتقديم رزمة من الخدمات الجديدة
٦. تمّ تخفيض الأسعار بشكل جذري للخط اللاحق الدفع والمسبق الدفع بعد أن كان سعره في السوق السوداء يصل الى ٥٠٠$.
٧. تمّت زيادة سرعة خدمة تبادل المعلومات عبر الهاتف الجوال ١٨ مرة وسرعة الإنترنت الثابتة بمقدار ١٥ مرة.
٨. تمّ تخفيض أسعار الإنترنت الثابتة بنسبة ٨٠٪ و أسعار خدمة الإتصال عبر الهاتف الجوال بنسبة ٤٠٪
٩. تمّ تأمين إنترنت مجّاني في الحدائق العامة.
١٠. تمّ إقرار الإنترنت المجّاني بعد منتصف الليل.
١١. تمّ تأمين عائدات إضافية للدولة اللبنانية من خلال المزاد العلني الذي أُقيم على أرقام الخليوي المميّزة.
من هنا يمكننا أن نجزم أن التوظيفات التي حصلت في هذا القطاع تعتبر منخفضة مقارنةً بحجم التطوّر والتوسّع في هذا القطاع، لا بل نحن بحاجة إلى المزيد من التوظيفات لمواكبة ورشة العمل هذه.
هذا فقط جزء بسيط من ورشة عمل تطوير قطاع الإتصالات التي قام بها وزراء التيار. أما العقود والصفقات وشراء المباني وغيرها من عمليات تثير الشبهات فقد حصلت في العهود اللاحقة ويُسأل عنها الوزراء المتعاقبون.
بكل الأحوال، في حين أبدى الوزير صحناوي استعداده للخضوع لأي مساءلة حرصاً منه على كشف كل الإلتباسات رفض الوزيران المعنيان مباشرة بالموضوع المثول أمام القضاء.
مرفق التقرير السنوي عن قطاع الإتصالات للعام ٢٠١١-٢٠١٢.