لم تكن شائعة وفاة الرئيس ميشال عون مفاجئة، فكما في كل مرّة نشر ناشطون ينتمون الى أحزاب تحالف الميليشيات اللبنانية خبر وفاة الرئيس على مواقع التواصل الاجتماعي وعلى مجموعات الواتساب ونسبوا الخبر الى الوكالة الوطنية للإعلام في محاولةٍ لإضفاءِ بعضٍ من المصداقية على الموضوع وإثارة البلبلة في البلاد .
وقد تزامنت هذه الحملة مع تغريدة كتبها الصهيوني ايدي كوهين على صفحته، يدّعي فيها نقل الرئيس ميشال عون الى العناية الفائقة، وهو الباحث المختص في شؤون الشرق الأوسط والمستشار في مكتب رئاسة وزراء العدو الصهيوني، وهو الذي لا يكاد يمرّ يوم دون أن يملأ صفحته بالأكاذيب والإدّعاءات فيفبرك الشائعات التي تطال المجتمعات العربية عامةً ولبنان خاصّةً ويستخدم لذلك طريقته المعروفة باستغلال ضعف وهشاشة المعرفة الإعلامية عند البعض كما يستغل الأحداث والأوضاع السياسية المعقّدة والمشاكل الكثيرة، .
وقد لاحظنا أن شائعة وفاة الرئيس لم تقتصر على الناشطين فقط بل شارك في الترويج للخبر بعض وسائل الإعلام والوجوه الإعلامية، وهنا تُطرح مرة أخرى مسألة ارتهان بعض الإعلام لأجندات خارجية.
وعلى الرغم من صدور بيان رسمي عن رئاسة الجمهورية ينفي الخبر إلا أن ذلك لم يردع البعض من المضيّ في تعزيز هذا الخبر بالترويج لمعلوماتٍ خاصةٍ عن اجتماعاتٍ مزعومةٍ في مقر التيار للتباحث في كيفية إعلان وفاة الرئيس.
ولم يكتفِ الناشطون بذلك، فما أن كتب أمس النائب ابراهيم كنعان تغريدةً مرفقةً بڤيديو من القصر الجمهوري للرئيس صُوِّر صباحاً، حتى راحوا يبثّون الأكاذيب مشكّكين بمصداقية النائب مروّجين على وسائل التواصل الإجتماعي أن الڤيديو يعود للعام ٢٠١٧ دون أن يتكبدّوا عناء مشاهدة هذه اللقطات السريعة التي يظهر فيها المرافقون وهم يضعون الكمّامات. فهل الغباء بالفطرة عند البعض؟! أم أنها لذّة نشر أخبار بالرغم من قساوتها إلا أنها تجسّد لذّةً عند الكثيرين من الذين وصلت الكراهية بهم الى حد تمني الموت للرئيس وبشكل علني على صفحاتهم.
لم يسبق ان طالت الشائعات والسموم الى هذا الحد أي رئيس سابق للجمهورية اللبنانية.
فلا ننسى الأخبار التي كان يروّج لها الجسم الإعلامي عند كل رحلة رئاسية رسمية وينشرها الناشطون, وشائعة تكاليف ملابسه وتكاليف اقامته، ولا ننسى شائعة إقامة التماثيل في بعض المناطق اللبنانية.
أخطر أنواع الشائعات هو انتشار شائعات الحقد والكراهية وقد بلغ حداً يتطلب العلاج للنفوس المريضة.
فالشاعة يؤلفها الحاقد و ينشرها الاحمق و يصدقها الغبي.