بين غدر أيلول وصمت العالم: حكاية شعب تحت النّار

80

في أيلول الغدّار، قرّرت السّماء أن تغدر بالطّيور وتفتح الطّريق لطائرات “خارقة” لا تحمل رسائل حبّ ولا سَلام. كيفَ لا؟
فالإسرائليّون، وكعادتهم، إبتكروا طقوساً جديدة للألم، تُسقط صواريخها على أجسادِ الأطفال لتصبح ألعابهم بين الرّكام؛ لم تُميّز صواريخها بين إمرأة حامل وبين رجل مسنّ وبين ولد يلعب بطيّارته الورقيّة
وعلى أرضِ الواقع، فالأمّهات يبكين أطفالهنّ، والآباء يبحثون عن بقايا منازلهم بين الأنقاض
بدأ هذا الغدر بحديثٍ ديبلوماسي دافئ في الأمم المتّحدة عن السّلام، وإستمرّ بإطلاق الصّواريخ
بحسب معتقداتهم، تخلّصوا من ذاك “الأصبع
“الأصبع” الذي رجّفهم
“الأصبع” الذي حمى لبنان ونفطه وغازه شئتم أم أبيتم
“الأصبع” الشّريف المقاوم الذي بقي على أرضه وإستشهد عليها من أجل شعبه الذين “يفدون” حياتهم وحياة أولادهم لأجله.. والمفاجأة أنّه فداهم بحياته
أمّا عن حقوق الإنسان ومحكمة العدل الدّوليّة؟
فلنكن صريحين، مجرّد حبر على ورق. ملفّات تتكدّس، تقارير تُكتب، توصيات تُناقَش.. ولكن ما إن ينطفئ الضّوء حتى يوضَع كلّ شيء في الأدراج وكأنَّ “شيئاً لم يكن”.. وما أشبهها بالحالة الفيروزيّة كتبنا وما كتبنا ويا خسارة ما كتبنا
“العدالة الدّوليّة” قد أصبحت هذه العبارة جديرة بأن توضع في متاحف الأدب بجانب قصص الخيال
في نهاية المطاف، لبنان سيبقى شامخاً كبلد الأرز، لا تهزّه صواريخهم ولا تُسقطه قنابلهم
قد يسقط الحجر، وقد تنكسر النّوافذ، لكن روح هذا الشّعب لا تُهزم. ستظلّ أرزة لبنان واقفة، شاهدة على تاريخٍ مليءٍ بالغدر، لكنها تعلّمنا دائماً أنّ الجذور العميقة أقوى من أي عاصفة عابرة