لا داعي للهلع، إنّها العبارة التّي لم يعد لها أي معنى في القاموسِ اللّبناني على العموم
فبعد المناكفات القضائيّة التّي حصلت في الآونةِ الأخيرةِ بين مدّعي عام التّمييز القاضي غسان عويدات والمحقّق العدلي بإنفجارِ مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار، ها هو اليوم قاضي التّحقيق الأوّل في جبل لبنان نقولا منصور يُخلي سبيل ١٣ موقوفاً بملف النّافعة
في التّفاصيل، قامَ منصور بإخلاءِ سبيل ١٣ موقوفاً بملف ما باتَ يُعرف بمغارةِ النّافعة، وإثر ذلك عمدت مدّعي عام جبل لبنان القاضية غادة عون بإستئنافِ هذا القرار، إلّا أنّهُ أتى الرّد من الهيئةِ الإتّهاميّة برئاسةِ القاضي ربيع الحسامي بالتّصديقِ على قرارِ منصور، أي بقرارِ إخلاء السّبيل، وذلكَ بالأكثريّة
كون خير الكلام ما قلَّ ودلّ، نكتفي بالقولِ، بناءً على حيثيّاتٍ ماديّة وقانونيّة، بأنَّ القاضية غادة عون خاضت معارك عديدة ومن بينها معركة مغارة النّافعة.. ولكن من الواضح أنَّهُ فعلاً “القضاء ليسَ بخير
إنَّ هذه الواقعة الأخيرة خير دليل على أنَّ القضاءَ يشبهُ حال الدّولار، علناً يقولون “القضاء بألفِ بخير، بيد أنَّ باطناً، وبعد التّشخيص المدقّق، خلصت التّحاليل على أنَّ القضاءَ يعاني من أزماتٍ مُزمنة
في المحصّلة، ننتظرُ خارطة طريق واضحة المعالم لقضاءٍ عادلٍ وشفّاق يُحقِّق في أكبرِ جريمةٍ هزّت لبنان والعالم، وهي إنفجار مرفأ بيروت، ليشفي غليل أهالي الضّحايا بغية معرفة من كان له صلة بالموضوع ومن ثمّ محاسبته لأنّ القضاء وُضعَ لإحقاق الحق، تبيان الحقيقة وترجمة للعدالة
إنَّ خارطة الطّريق الطّبيعيّة للخروجِ من الأزمة تمكن بالتّالي: نعم، إنَّ جراحَ الفساد والظّلم والضّلال والضّياع والهلاك.. تتبلسمُ فقط بالقضاءِ النّزيه