في أوّلِ مقابلةٍ له بعد إنتهاء ولايته الدّستوريّة، ها هو الرئيس العماد ميشال عون يطلُّ على اللّبنانيّين من الرّابية عبر برنامج ضروري نحكي مع الإعلاميّة داليا داغر
حاكى الجنرال العقول والقلوب بإعلان الحقيقة المجرّدة الموضوعيّة كما هي، بلا لفّ أو دوران
شرِبَ الرئيس عون من بحر المنظومة، ولكنّه لن يغصّ بساقيتها. هكذا نستخلصُ ما قاله الرئيس عون عن المنظومة الفاسدة “منحني الله الصّبر والقوّة لأواجه منظومة الفساد طوال السّنوات السّت الماضية، وسأكمل طبعاً، ولن أتوقّف عن المواجهة”. وفي هذا السّياق، حمَّلَ عون عمّا وصلَ إليه البلد إلى حاكم مصرف لبنان رياض سلامة، كما وأكَّدَ أنَّ الإعلام لعب وما زال يلعبُ دوراً أساسيّاً في ميدانِ الحرب الذّي يتعرّض لها كونه ساهمَ بالتّحريض ضدّه ولكن لن ولم ومآت اللّن واللّم.. على الرّغم من كلّ الأسلحة التّي استعملها هذا الإعلام.. لم يتمكّن من تشويه صورته
أكَّدَ الرئيس عون أنّ رئيس مجلس النّواب نبيه بري كانَ من أبرز المعرقلين في عهده، وعلى سبيلِ المثال عرقلَ بري ١٨ ملفّاً كان عون يعمل عليها
أمّا عمّا ولّدته ثورة ١٧ تشرين، فأكَّدَ أنَّ هذه الحركة كانت موجّهة ضدّه وهناك سياسة جديدة تقومُ على ضربِ الإقتصاد لإخضاعِ الدّول؛ وصولاً إلى إستقالةِ سعد الحريري التّي كانت نقطة مفصليّة في عهدِه. رفضَ عون إستقالته الأولى لأنّها لم تكن على أرضِ الوطن وختمَ بهذا الشّأن أنّهُ “شغّلنا العالم عندما إستقال من السّعوديّة”، وأخيراً على المستوى الشّخصي، قال عون أنّ الحريري شخص مهذّب ولكن على المستوى العملي فهو غير مستقرّ ويتعمّد سياسة تغيير آراءه
غير أنّ ”جبران باسيل” يتمحورُ في هذه المرحلة، إذ أكّد الرئيس عون أنَّ باسيل يتعرّض لهجومٍ كبيرٍ ويحاولون إعدامه معنويّاً ولكن جبران قوي
فالبرهان على هذا الكلام أنَّ بعد الإنتخابات النّيابيّة الأخيرة وما حملته من رشاوى وضغط وسياسات لكسرِ التّيار، قال عون أنَّ هذه الإنتخابات أظهرت أنّ التّيار الوطني الحر لم يخسر قواعده على الرّغم من كلّ الحملات الممنهجة ضدّه
ختاماً في هذا السّياق، قال: شفتوا كيف أنا ضهرت من قصر بعبدا
في المحصّلة، أبرز العنوانين المهمّة للغاية كانت: أوّلاً، لا قضاء في لبنان، ثانياً، تراجع كلّ من ترامب ونتانياهو عن تصاريحهم بعد إنفجار المرفأ، ثالثاً، مشكلة النّظام اللّبناني والتّدقيق الجنائي، ترسيم الحدود البحريّة وغيرها
ختاماً، ضرَبَ الجنرال بيدٍ من حديد على طاولةٍ مكوّنة من مساميرِ الفساد، واجهَ وسمّى بكلِّ وضوحٍ، إيماناً به بمعركةِ التّحرُّر