خلال السنوات الماضية، شهد لبنان أزمة النزوح السوري على أرضه. وهذا النزوح، مع مرور الوقت، أصبح عبءًا على الدولة اللبنانية؛ فقد استقبل لبنان خلال الحرب السورية عددًا كبيرًا من النازحيين، رغم صغر مساحته
بدأت أزمة النزوح السوري في آذار ٢٠١١ لكن الموجة الكثيفة منه كانت سنة ٢٠١٢ بسبب إشتداد الحرب في سوريا وسوء الأوضاع فيها. وظلّت الأحوال تسوء على الأراضي السورية وفي المقابل، أعداد النازحين تزداد على الأراضي اللبنانية التي استوعبت حتى أواخر سنة ٢٠١٥ حوالي ١،٢٠٠،٠٠٠ نازح سوري. وحتى تاريخ اليوم، تقدّر الحكومة اللبنانية أن عدد النازخين السوريين قد تخطى ١،٥٠٠،٠٠٠ نازح، منهم ٨٣٩،٠٨٦ نازح مسجلين في المفوضية فقط
يتوزّع اللاجؤون السوريون اليوم في لبنان على الشكل التالي
في البقاع تسجّل أعلى نسبة من تواجد النازحين والتي تقدر حتى آخر آذار ٢٠٢٢ بحوالي ٣٩.١٪ أي ما يقارب ٣٢٨،٣٥٤ نازح سوري
تحتلّ منطقة شمال لبنان الدرجة الثانية من حيث العدد إذ يتواجد فيها ٢٧،٣٪؜ من اللاجئين أي حوالي ٢٢٨،٧٥٨ نازح
وبعد شمال لبنان، تأوي بيروت وضواحيها ١٩٠،٦٣٨ نازح، أي ٢٢.٧٪؜ من العدد المسجل فقط حتى الآن. وأخيرًا، جنوب لبنان استقبل أقل نسبة من النازحين في لبنان وهي حوالي ٩١،٣٣٨ نازح، أي ١٠.٩٪؜ من العدد المسجل
إضافةً إلى ذلك، يستفيد النّازحون من المواد المدعومة كالزّيت والخبز وغيرها من المواد تماماً كأي لبنانيّ؛ هذا بالإضافة الى مادّتي الفيول والمازوت في فصل الشّتاء…فحصل لبنان من خلال الاستجابة للأزمة على ٨ مليار دولار
في هذا السياق، وبحسب البنك الدولي، كلفة النزوح هي حوالي ٤،٥ مليار دولار؛ وبين عامي ٢٠١٤ و٢٠٢١، ارتفعت هذه الكلفة لتصل الى ٥٦،٤ مليار دولار
ختاماً، بعد ١١ عاماً وبعد كل هذه الأرقام وهذا الإنفاق المرتفع جداً، أصبح لابد من عودة آمنة سليمة وكريمة لهؤلاء النازحين السوريين إلى المناطق الآمنة في بلدهم الأم؛ فالدولة اللبنانية لم تعد قادرة تحمّل هذه الأعداد الهائلة، والتي في المقابل، يزداد الهدر بسببها