في هذا النهار الجميل، في جرود كسروان التي تعني كل شيئ، تعني جمال كسروان، وتعطي معنى لصمودنا في هذه الأرض، واليوم أقف وخلفي لوحة تحمل شيئان، تحمل إسم العماد عون وتحمل إسم الإستقلال، وهذان الإسمان لم بنفصلا قط
نحن تيار استقلالي وهذا أهم ما في فينا فنحن ربينا على فكرة الإستقلال وضحينا كثيراً للحصول عليه لكن إكشتفنا بعد ذلك أن الحفاظ عليه هو الأصعب
الإستقلال تتهدده اليوم أمور كثيرة أولها وضع اليد الإقتصادية والمالية على لبنان فالإستقلال لا يكون فقط بالسياسة بل بالإقتصاد وهذه هي معركتنا اليوم
من يحاول تركيعنا إقتصادياً ومالياً يهدف الى وضع يده على قرارنا وهذا هو التحدي الكبير لأن الناس أمام الوضع المعيشي والمالي والإقتصادي من الطبيعي أن يتعبوا ويضعفوا لكن يجب أن نتذكر دائماً أننا أبناء القيامة والرجاء ولا نسمح لليأس والتعب والضعف بالتسلل الى قلوبنا وفكرنا
لم يزعجهم بهذا العهد إلا كلمة “القوي” فلا يريدون عهداً قوياً ولا رئيساً قوياً ولا تياراً قوياً
حولوا كلمة “القوي” الى إستهزاء لأنهم يحبون الضعف والضعيف ويحاولون أن يجعلونا نقتنع بأن لا فائدة من العهد “القوي” لأنه لم يأت إلا بالإنهيار ولذلك يجب أن يكون ضعيفاً كي تبقى يدهم موضوعة عليه.
عشنا منذ 1990 تحت منظومة سياسية تكاملت مع منظومة مالية ومشكلتهم مع ميشال عون أن الكرامة ظلت الأهم لديه وأنه رغم كل الذي حصل لم يقبل أن يضع أحد يده لا على رئاسة الجمهورية ولا على الجمهورية
اليوم يريدون إقناعكم إن هناك إحتلالاً جديداً جاء الى لبنان هو الإحتلال الإيراني لكن نحن كتيار وطني حر كما واجهنا الإحتلال الاسرائيلي والوصاية السورية، إذا كان هناك إحتلال إيراني نحن أول من سنواجهه عندما سيركع أمامه الآخرون
لا تخافوا، لا إحتلالاً إيرانياً للبنان لأن لا أحد يستطيع أن يحتل لا ثقافتنا ولا ديانتنا ولا إيماننا وهذه الأرض بالذات وهذه الجبال لا أحد يستطيع أن يحتلها أو يدوسها
التاريخ لا يتغير ولا يمحى، التاريخ نقرأه ونتعلم منه للأمام وتاريخ هذه الأرض والجبال معروف والأهم أن عقولنا وثقافتنا لا تتغير فنحن أناس عصي على أحد أن يغير ثقافتنا وفكرنا
من يبدلون فكرهم وثقافتهم هم من يتم إحتلالهم ونحن لا أحد يستطيع أن يحتل فكرنا وثقافتنا فثقافتنا هي ثقافة لبنان المنفتح على كل العالم ويجب أن يبقى كذلك
نريد أصدقاء في العالم لا أن نكون أزلاماً لأحد وفقدان الإستقلال بالمعنى الحقيقي هو عندما يحتل أحد فكرك وثقافتك فالأرض التي تحتل يمكن تحريرها بالديبلوماسية أو العسكر لكن الأخطر هو إحتلال الفكر وهنا أهمية مناعتنا السياسية
لا تخافوا من الشعارات التي يطرحونها لأن لا صاحبها ينوي عليها ولا قدرة لديه على إحتلال عقلنا وفكرنا وثقافتنا
هذا العهد لم يأت الى بلد فيه كهرباء وخال من الديون بل أتى الى بلد مفلس لم يكن ينقص إلا إعلان إنهياره وكان كلما تأخر الإنهيار كلما زاد الدين والكلفة على الناس
المسؤول عن الإنهيار هو من جعل الفوائد بسندات الخزينة منذ أوائل التسعينات 42 بالمئة ومن ثبت سعر الصرف ليقول أنه بطل التثبيت وهذه السياسة كانت حكماً ستوصلنا للإنهيار
ما قام به هذا العهد ولو على حسابه وحسابنا هو أنه لم يقبل أن يمر الوقت بل واجه السياسة المالية الخاطئة وفكك المنظومة وهذا الأهم وهو ما لم يكن أحد آخر قادراً على القيام به
المنظومة السياسية التي حكمت لبنان منذ التسيعينات نتحرر منها اليوم وهي تتفكك وهم يسقطون واحداً تلو الآخر لكن بقيت المنظومة المالية وعلى رأسها اليوم الحاكم الذي سمته الباري ماتش “ساحر المال” في لبنان، السحر إنتهى وكذبة تثبيت سعر الصرف إنتهت ولا سحر يمكن أن يقوموا به بعد اليوم
لا يقرون الكابيتال كونترول أيضاً لوقف التسرب المالي ولو بعد سنتين من الإنهيار لأنهم مستمرون بالتهريب، ويحاولون وقف التدقيق الجنائي فتخيلوا هذه المعركة التي بدأها العماد عون منذ عام 2005، مرت 16 سنة ولم نستطع إنهاءها
يتهكمون عندما يقولون ما خلونا، فقولوا ما خلونا ولا تخجلوا لأنهم ما خلونا ولا يحق لهم أن يتنمروا بذلك على التيار، فطبعاً ما خلونا نجيب كهرباء ولا نصلح السياسة المالية ولكن نحن أيضاً في المقابل ما خليناهم يوضعوا يدهم على البلد ومحاولة تركيعنا لن تمر.
إعرفوا جيداً أن مشروعهم بوضع اليد على البلد سقط والتوطين سقط وإدماج النازحين السوريين سقط لأن سوريا تقوم والسوريين سيعودون الى بلادهم، ومشروع إدخال الإرهاب من الجرود سقط ونحن الذين ما خلليناهم
اللبناني يمكن أن يتعب وله الحق في ذلك لكن لبنان لا يركع وهذه الجبال لا تركع ويجب أن نقول مجدداً ما رح نخليهم وهذا التحدي الكبير
سنحرر إقتصاد لبنان وهذا هو الهدف والمعركة قبل الإنتخابات وخلالها وبعدها وتذكروا جيدا أننا من حررنا لبنان من كل محتل ووصي وسنحرره منهم ومن سياساتهم
هدفنا تحرير الإقتصاد اللبناني والباقي كله وسائل منها التدقيق الجنائي وإستعادة الأموال التي حولت للخارج من سياسيين ووزراء ونواب وأصحاب نفوذ وهؤلاء حتى اليوم يرفضون إقرار القانون كما قانون كشف الحسابات والأملاك للقائمين بالخدمة العامة وهو أيضاً وسيلة لنكشف الفاسدين
الحاكم لا يستطيع البقاء قي موقعه ونستعيد الثقة بالليرة فعليه ملاحقات قضائية بسبع دول بأوروبا ولا يكفي أن تثبته الدولة الكبرى ليثبت فلو أن أميركا ورائه نريد أن نسقطه ولو أن المنظومة السياسية ورائه يجب أن تسقط ويسقط معها أو العكس فهذان زوجان وزواجهما ليس ماروني بل على المال والزواج على المال لا يدوم
أقل مخالفة إرتكبوها بقانون النقد والتسليف هي المس بسلامة النقد الوطني وعندنا يصدرون بياناً يقرون فيه بأن التلاعب بالدولار يحصل على منصات فماذا كانوا يفعلون منذ سنتين غير أنهم شركاء بإسقاط الليرة؟
تذكروني: يريدون أن يرفعوا الدولار أكثر لتأتوا للإنتخابات تعبانين ومستهلكين أكثر فالعقوبات وسيلة لإسقاطنا والدولار وسيلة ليتعب الناس ويسقطونا وهم شركاء واللاعبون الداخليون والخارجيون وراءهم
يا شعبنا اللبناني: هم يلعبون بكم وبلقمة عيشكم بعدما كانوا هم من رسموا السياسة المالية وليس نحن فنحن من واجهناها وتكلمنا عن إقتصاد الإنتاج
حاربونا بالنفط والغاز لأنهم لا يريدون أن يكون إقتصادنا وماليتنا يتمتعان بالحرية حتى تبقى تبعيتنا للخارج ونبقى نركض وراء دول وصندوق نقد لمساعدتنا ولا تكون لنا مقومات الصمود والإكتفاء الذاتي
الحر والمستقل يبني بلداً إقتصاده حر ومستقل وهذا هو دورنا وهذه معركتنا لأجل كل اللبنانين ليكون إقتصادنا حراً كما بلدنا وهذا ما فعله نائب كسروان القوي عندما صار رئيساً للجمهورية
هم يأخذون المال السياسي من الخارج ليكونوا أدآة لدول وأجهزة مخابرات خارجية: يقتلون عندما يطلب منهم ويمشون بسياسات منها إسقاط القانون الأرثوذكسي وصلاحيات الرئيس فعندما يُطلب منهم ينفذون
هم أدآة ونحن رواد، رواد الحرية والسيادة والإستقلال وهذا سيبقى شعارنا ولا أحد يسرق منا لا شخصيتنا ولا أدميتنا ولا وطنيتنا، فليكذبوا كما يشاؤون بالإعلام فالكذبة تذهب معهم لأنهم يذهبون وتذهب كذبتهم معهم فيما نحن نبقى صامدين في هذه الجبال، عشتم عاشت كسروان وعاش لبنان