يصِرُّ رئيس حزب القوّات اللّبنانيّة سمير جعجع في معظم مؤتمراته وتغريداته على عدم تدمير الجسم القضائي إثر التّدخّلات السّياسيّة
من منّا لا تُحاكي هذه الشّعارات عقله وضميره؟ إنّها فعلاً حقّ كلّ مواطن قبل أن تكون مطلباً
من منّا لا يريد قانوناً يجزم إستقلاليّة السّلطة القضائية عن باقي السّلطات؟
الكلام شيء والواقع شيء آخر، ولكم المفاجأة
كيف لمن يعترض على ما يُسمّى “بالتّدخّلات القضائيّة” أن يمضي بنفس النّهج وأن يمارس ضغوطاً هائلةً على الجسم القضائي والمحقّقين من أجل إطلاق سراح المعتدين على الأخوين بركات في التّظاهرة السّنويّة لذكرى ٤ آب؟
كيف لكم أن تتوسّطوا لإطلاق سراح “جماعتكم” التّي وتبعاً للقانون يجب أن تُحاسب؟

نعم يا سادة، إنّها من الآليات التّي يتعمّد حزب القوّات اللّبنانية استعمالها، وهو الحزب الذّي يُحاضِرُ ويُقاتِل بشراسة لعدم التّدخّلات بالسّلطة القضائيّة، لكنّه في الحقيقة يمنع إحقاق الحقّ
إنّها الإزدواجيّة بكلّ ما للكلمة من معنى، الأقوال والتّصاريح والمناشدات لكسب العصب الشعبي، لا تتطابق بأيّ شكلٍ من الأشكال مع أفعالِهم
حكيم، من فعلاً تتّجه نيّته للدّفاع عن فكرة إستقلاليّة القضاء، يُحرِّر في المرحلة الأولى قانون إستقلاليّة هذه السّلطة الصّامد في جوارير لجنة الإدارة والعدل و ذلك منذ العام ٢٠١٨ التي يرأسها نائبٌ من كتلته، ولا يتدخّل بالتّحقيقات التّي تجريها هذه السّلطة لا من قريب ولا من بعيد بغية مساواة الأبرياء بالمذنبين
دعوا التّحقيق يأخذ مجراه لأنّ القضاء قوّة ولكنه “مش قوّات