لا تزال عقدة العماد عون تلاحق القوات اللبنانية منذ العام ١٩٨٩، يومها وبهدف التخلّص من الجنرال قَبِل سمير جعجع بإتفاق الطائف الذي نزع الكثير من صلاحيات رئاسة الجمهورية
اليوم أيضاً وظناً منها أن إضعاف العماد عون يُكسبها سياسياً ويجعلها القوة الأولى على الساحة المسيحية، تشارك القوات في حملة إعلامية ممنهجة لتشويه صورة رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر
التصويب على الرئاسة وعلى التيار حصراً هو الشغل الشاغل لسمير جعجع في جميع إطلالته الإعلامية وبات يسوّق لنفسه كرئيس أكبر حزب مسيحي ومرشح طبيعي لرئاسة الجمهورية وهو يتواصل مع المستقبل وأمل والحزب الإشتراكي لهذه الغاية كما أعلن في برنامج وهلق شو على قناة الجديد
جعجع الذي حاول ركوب موجة الثورة كان قد أعلن في مقابلة إعلامية بأنه يريد محاربة الفساد مع الحزب الإشتراكي والمستقبل وحركة أمل والمردة وحزب الله
صدقوا أو لا تصدقوا، فجميع هؤلاء إصلاحيون والتيار الوطني الحر هو الفاسد في قاموس سمير جعجع
القوات لا تهمها الإصلاحات ولامحاربة الفساد ولا إنتظام الدولة، هدفها الوحيد كسب بضع مقاعد نيابية على حساب التيار وهي مستعدة أن تتعاون مع كل منظومة الفساد لهذه الغاية
عقدة القوات تدفعها إلى إنكار الحق الدستوري لرئيس الجمهورية في المشاركة بتسمية الوزراء عند تشكيل الحكومة كما أشار النائب القواتي السابق أنطوان زهرا في مقابلة إعلامية بينما المادة ٥٣ من الدستور اللبناني واضحة في منح رئيس الجمهورية حق إصدار مرسوم التشكيل مع الرئيس المكلّف، أي أنه شريك في إختيار الوزراء وهذه من الصلاحيات القليلة المتبقية للرئيس بعد أن قلّص إتفاق الطائف الكثير منها
أخلّت الممارسات في التسعينات بالتوازنات الوطنية وجعلت من رئيس الجمهورية مجرد صورة لا يمارس حتى الصلاحيات المتبقية له
التصويب اليوم على الرئيس الذي يصرّ على ممارسة كامل صلاحياته ستدفع ثمنه القوات اللبنانية وسائر الأحزاب المسيحية إقصاءً وتهميشاً لدور أي رئيس جمهورية مقبل والعودة إلى زمن الرئيس الباش الكاتب
Taleen Hajjar