سعد لا يريد أن يشكّل حكومة إلا بما تمليه عليه الدول الأجنبية. نعم تشكيلة مشكّلة ولكن ما هدفها ومن وراءها؟! ١٨ زيارة يحاول فيها الرئيس المكلّف فرض وزراء يسمّيهم أخصائيين وغير سياسيين. وهل من يسمّيهم بأخصائيين هم فعلاً بحسب تشكيلته المُنزلة في مكانهم الصحيح وهم أصحاب الإختصاصات المناسبة لكل وزارة؟! وهل مثلاً وجود مدير عمليات رياض سلامة المالية في مصرف لبنان ويده اليمنى في الهندسات المالية “يوسف خليل” هو عنصر ثقة لهذه الحكومة؟! ما علاقة إختصاص كل وزير مُسمّى بالحقيبة المسندة إليه؟! كيف لوزير اختصاصي ان يستلم وزارتين لا علاقة بينهما مثل وزارة الخارجية والزراعة؟
والسؤال الأهم ما الهدف من عدم التشاور مع رئيس الجمهورية؟ هل لأن خلف بعض الأسماء ما يرفضه الرئيس؟
كالتوطين وإعادة تموضع اللاجئين، هل يحاول الحريري تمهيد الطريق للتوطين وإعطاء اللاجئين حقوق المواطنين؟! فبنظرة سريعة على اللائحة المنزلة على الرئيس عون نجد إسم السيد ناصر ياسين لوزارة الشؤون الإجتماعية، ناصر ياسين الأستاذ في الجامعة الأميركية ومدير قسم الأبحاث في معهد عصام فارس والمحلّل السياسي الذي وضع خطّة بقاء النازحين والحامل لواءهم ولواء اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وباقي الدول والمدافع عن حقوقهم!
هل تشكيلة الرئيس المكلّف المُنزلة والتي حتى اليوم يرفض تدخّل الرئيس فيها هي للعمل بهذه الوجهة ولفرض ما رفضه الرئيس ميشال عون منذ بداية عهده؟!
لقد أظهر الرئيس المكلّف اليوم انه يكذب بموضوع الوزراء الاخصائيين، ويكذب تجاه الشعب بالطروحات التي يطرحها لرئيس الجمهورية. ببساطة، سعد الحريري يلجأ الى تضييع الوقت ولا يريد التأليف. فيما التيار الوطني الحر بلسان رئيسه يطلب الإصلاحات مقابل الحكومة، يأتينا المكلّف بمعايير وحجج غير واضحة. لكن الواضح اليوم انّ الرئيس المكلف لا يريد الاصلاحات ولا يريد التشكيل. كل إسم برز في لائحة الحريري له قصّته الخاصة ولكن أكتفي اليوم بعينة عن نموذج حكومة إنقاذ بمعايير اختصاص قد أُسقِطَت من المريخ ليكون هذا إنجازًا للرئيس المكلَّف بجلب الفضاء الى الأرض.