مرة أخرى وفي خِضَمّ الأزمة الإقتصادية وإرتفاع سعر صرف الدولار، إختار سعد الحريري السفر عوض التعاون مع رئيس الجمهورية لتشكيل الحكومة مع العلم أن طريق القصر أقرب من أي عاصمةٍ وأن يد الرئيس الممدودة أصدق من أيّة يدٍ أُخرى
فمنذ ٢٧ كانون الأول الماضي وسعد الحريري يتنقّل بين باريس والإمارات وتركيا ومصر بينما البلد يرزح تحت وطأة الأزمات الإقتصادية وإحتمال رفع الدعم وغلاء الأسعار وإنهيار الليرة جرّاء سياسيات الحريرية المالية المتراكمة لعقود
والمفارقة أن سفر الحريري يترافق غالباً مع تصعيد ميداني في الشارع
ففي أواخر كانون الثاني وبداية شباط وفيما كان الحريري يتنقّل بين أبو ظبي ومصر إندلعت أحداث أمنية في طرابلس وتمّ إحراق مبنى البلدية وسقط ١١٢ جريحاً. واليوم أيضاً الشارع متفلّت والدولار يُحلّق فيما غادر الحريري لبنان مجدداً إلى الإمارات
إشعال الشارع والتلاعب بسعر الصرف أداة يستعملها الحريري للضغط على رئيس الجمهورية للقبول بتشكيلةٍ لا تراعي أدنى درجات التوازن وتتجاوز دور
رئيس الجمهوية في التأليف حسب الدستور
سعد الحريري في مأزق مع السعودية التي ترفض التعامل معه بسبب سوء إدارته وإتهامات الفساد التي تلاحقة حتى في المملكة ويحاول رمي الفشل والمسؤولية على رئيس الجمهورية ورئيس التيار الوطني الحر ّ جبران باسيل الذي أعلن إستعداده منح الثقة للحكومة دون المشاركة فيها شرط إقرار قوانين الإصلاح مسبقاً في مجلس النواب وأهمها: قانون إسترجاع الأموال المحوّلة والمنهوبة، الكابتال كونترول، قانون كشف حسابات وأملاك القائمين بخدمة عامة بالإضافة إلى إعطاء الأمر بالمباشرة بالتدقيق بمصرف لبنان وكل الوزارات
أكثر من ٤ أشهر والحريري في حالة مماطلة بينما الأزمات تتراكم والبلد إلى مزيد من الإنهيار
سعد مكلّف بإشعال الشارع والتلاعب بالدولار بدل التشكيل في إنتظار الضوء الأخضر الإقليمي