هل صادفتم شخص غدر بكم و تجاهل المرات العديدة التي انقذتموه فيها من الشدائد؟
سليمان فرنجية هو مثال عن ذلك الشخص بسبب هوسه بكرسي الرئاسة
سنه ٢٠٠٥ كان فرنجية في عداد المنتهين سياسياً كونه الحلقة الأضعف في منظومة الوصاية المتهاوية
بعد إنسحاب الجيش السوري من لبنان أعاد رموز الطائف من ٨ و ١٤ أذار تنظيم صفوفهم في حلف رباعي بوجه العماد عون الذي إعتبروه تسونامي جارف يهدد مصالحهم إن لم يتكاتفوا لمحاصرته
لم يلتفت يومها أحد من حلفاء فرنجية له وتركوه كبش محرقة ليدفع الثمن وحيداً بعيداً عن كامل منظومة الوصاية، فاحتضنه العماد عون ورفض تحميله وحده ثمن حقبة الإحتلال فيما أركانها الأساسيون يعيدون إنتاج أنفسهم
كان فرنجية وزيراً للداخلية يوم اغتيل الرئيس رفيق الحريري وتمّ تحميله دم الشهيد ورُفعت صوره في الساحات للمطالبة بسجنه بعد إتهامه بقضية مسح الأدلة من ساحة الجريمة وتخلىّ عنه حتى حلفاؤه في طرابلس ونبذوه في المدينة
خسر فرنجية الإنتخابات سنة ٢٠٠٥ ولم يستطع الفوز حتى بمقعد واحد للمردة في زغرتا بسبب إجراء الإنتخابات على أساس قانون ال ٢٠٠٠ الذي وضع قضاء زغرتا مع قضائي طرابلس وعكار التي تتطغى أصواتها على أصوات قضاء زغرتا
وقد شمت يومها وليد جنبلاط بخسارة فرنجية مباشرةً على الهواء فور إعلان النتائج
إستمرّ مسلسل إقصاء فرنجية حين رفضت حكومة فؤاد السنيورة بعد إتنخابات ٢٠٠٥ إعطائه أي مقعد وزاري، فتضامن معه العماد عون ورفض دخول الحكومة آنذاك فيما تخلّى عنه عرّابه نبيه بري الذي يدعمه حالياً فقط لمجابهة رئيس الجمهورية
قاد العماد عون فيما بعد معركة لتعديل قانون إنتخاب ال٢٠٠٠ ونجح في إقرار قانون انتخابي على أساس القضاء سنة ٢٠٠٩ الذي فصل زغرتا عن طرابلس وعكار، الأمر الذي أتاح لفرنجية الفوز ب ٣ مقاعد نيابية للمردة في زغرتا بعد أن كان العدد صفر في إنتخابات ٢٠٠٥
جعل العماد عون من فرنجية ركناً أساسياً في تكتل التغيير والإصلاح وأصرّ أن ينال وزير المردة وزارة سيادية تمثلت بوزارة الدفاع
بعد أن إستعاد فرنجية بعضاً من مكانته السياسية بفضل العماد عون بدأ بالتمايز عنه وأصبح يصوّت في الكثير من الأحيان عكس وزراء التيار في مجلس الوزراء وأعاد علاقاته السابقة مع الإشتراكي وأمل وتيار المستقبل
سليمان فرنجية الذي كان يردد بإستمرار بأنّه يدعم ميشال عون لرئاسة الجمهورية إلى أن يعلن هو نفسه عزوفه عن ذلك، كان أول من حاول قطع الطريق عليه حين قبِل أن يقدّم نفسه مرشحاً بديلًا فور نضوج الظروف الإقليمية وبعد أن أعاد توطيد علاقته مع أركان منظومة الطائف
سليمان فرنجية هو الأعمى الذي رمى عصاه حين أصبح قادراً على النظر