أيها الحضور الكريم
يسعدني أن افتتح اليوم المؤتمر الثامن لمنظمة المرأة العربية، الذي اختار بيروت مكانا لبحث “دور المرأة العربية والتحديات الثقافية”، وكيفية تحويلها الى فرص للتضامن والنجاح
فيما يترقّب الجميع بقلق التداعيات المتلاحقة للازمة الصحية التي هزّت العالم، تتّجه الأنظار نحو المرأة كونها في موقع متقدّم في مواجهة مختلف الصعوبات، إذا ما تم إعدادها وتمكينها
كيف يكون ذلك؟ انّ الحضارات كافة وليدة الثقافة. والثقافة إستراتيجية عمل مثلّثة الإبعاد، قائمة على
التوعية على التراث الفكري والعلمي والفني
والتدريب على تفعيله وتطويره واغنائه
هذا النوع من التنمية الضرورية لمجتمعاتنا، انطلاقا من المرأة، لا يتحقق بمعزل عن ضرورة اتاحة الفرص بشكلٍ متساوٍ بين الرجل والمرأة. ومن شأن أي تقاعس في هذا الاتجاه، ان يضاعف التناقض بين التطلّعات والواقع
أيها الحضور الكريم
هناك دائماً نقاش حول الأسبقية بين القناعات والذهنيات الموروثة. فهل يجب تغييّر الذهنيات أولاً ثم سنّ القوانين المناسبة؟ أم العكس؟ انّني أؤكد لكم على أهميّة العمل على تخطيّ العوائق الثقافية باللجوء الى وسائل ثقافية، وفق ما نجح في القيام به رواد النهضة من نساء ورجال، في مطلع القرن الماضي
من هنا، نتطلّع جميعاً إلى أن ينجح مؤتمركم هذا في وضع أسس انتاج ثقافة متجدّدة، وتعميم المعرفة، للسير الى الامام في التغلّب على ما يكبّل تحقيق المساواة المطلوبة، بالركون الى العقل، وبروح الانفتاح وتقبل الآخر المختلف. وهذا ما اردناه عندما اطلقنا مبادرة انشاء “اكاديمية الانسان للتلاقي والحوار” في لبنان، التي ايّدتها الأممّ المتّحدة
أيها الحضور الكريم
لقد عَبَرت المرأة بشكل عام إلى الكثير من المواقع المتقدِّمة في وجوه الحياة، والعمل، والابتكار، والتفوُّق. على الرغم من العوائق والصعوبات والتفاوت في حقوقها، في القانون والممارسة، بين بلد وآخر
وإنني إذ اشدد على ضرورة تفعيل دور المرأة في المجتمعات، ومن خلالها اطلاق نهج تربوي فاعل، مبني على ملاقاة تطلعات القرن الحادي والعشرين، أغتنم هذه المناسبة لاتوجّه بالتقدير الى كلّ من ساهم في تحضير وإعداد هذا المؤتمر، آملا أن تأتي توصياته على قدر تطلعاتنا من أجل غد افضل لشعوبنا ودولنا. وشكراً لكم