أعطونا الإصلاح مسبقاً عبر إقرار سلّة قوانين في مجلس النواب وخذوا ثقتنا بالحكومة
جملة تختصر المبادرة التي أطلقها رئيس التيار الوطني الحرّ في مؤتمره يوم الأحد
فكل الإخبارات ومحاولات وضع حد للفساد والمحاسبة تصطدم دوماً بقوانين تحمي المرتكبين. إنه الفساد المقونن الذي سمح بنهب وهدر المال العام لمدة ٣ عقود
عمل التيار الوطني الحرّ منذ عودة العماد عون عام ٢٠٠٥ على محورين
إستعادة الشراكة ووضع حد لإقصاء المكوّن المسيحي عن القرار السياسي
تفكيك أسس الدولة العميقة التي نشأت في التسعينات عبر إقتراح قوانين وتشريعات تتيح المحاسبة وتضع أسس جديدة لدولة القانون
نجح التيار بعد ١٢ عاماً في إعادة التوازن والشراكة الميثاقية في حين إصطدمت معظم محاولات الإصلاح بعدم إقرار الكثير من القوانين المقترحة في مجلس النواب
يوم الأحد، ومن موقع الشريك في المعادلة السياسية التي أعاد التشديد عليها وعدم التفريط بها، طرح باسيل مبادرة تلاقي المبادرة الفرنسية في جوهرها
أعلن جبران عن إستعداده منح الثقة للحكومة شرط إقرار القوانين التالية في غضون أسبوع قبل تشكيل الحكومة
إقرار قانون الكابيتول كونترول
إقرار قانون إستعادة الأموال المنهوبة والمحوّلة
إقرار قانون كشف حسابات وأملاك القائمين بخدمة عامة
إعطاء الأمر بالمباشرة بالتدقيق الجنائي بمصرف لبنان وبالتوازي عملية التدقيق بكل الوزارات والإدارات والمجالس
إقرار هذه القوانين كفيل بإعادة الأموال وبوضع أسس المحاسبة وتُشكّل ربحاً لكل الشعب اللبناني
غير أن الردود أتت سطحية كالعادة. فمنهم من كّرر معزوفة إتهام باسيل بالتعطيل ومنهم من إتّهمه بالعيش في لالا لاند وغيرها من الردود الفارغة من أي مضمون سياسي
أما ردود بعض المحطات التلفيزيونية فحدّث ولا حرج
فإحدى المحطات التي حاولت إيهام الناس لبعض الوقت عن حرصها على معاناتهم، تحوّلت البوق الأول لمنظومة المال والإقطاع والميليشيات
محطة إشتُهر صاحبها بالإبتزاز الإعلامي في جميع أنحاء العالم العربي، أسقطت عن نفسها آخر أقنعة ثورة ” كلن يعني كلن” عبر هلوسة مقدمة إخبارية تلقي بحقدها على مبادرة باسيل و
فتحت منبرها في نفس الليلة لفؤاد السنيورة الوجه الأبرز لسياسات إفلاس المالية وفقدان المليارات من الخزينة
محطة تُغيّر معزوفة مقدماتها الإخبارية مع تغيير سياسات رعاتها الإقليميين
محطة تُجسّد الإنحطاط الإعلامي المدفوع الثمن بكل معنى الكلمة