“يا حرام كتير مشوبين من شربل نحاس”.. “بلكي بتناقش بطرح شربل نحاس مش بشخصه”.. “كلو حكي وتركيبات خيالية”.. “محاولة character assasination”.. “دعارة اعلامية”… انه نموذج مصغر عن تعليقات ثوار دون كيشوت اللبناني اليساري، الوزير السابق شربل نحاس، الذين عبروا عن انزعاجهم وامتعاضهم من تقرير “من هو شربل نحاس” لانه يتناول سيرة الرجل- القدوة بالنسبة اليهم ويسلط الضوء على تعاونات مع اسماء مثيرة للجدل تتعارض مع خطه ونهجه اليساري والاصلاحي كما يدعي مثل رفيق الحريري وجميل السيّد وموازنته الشهيرة مع وزيرة المالية السابقة ريا الحسن، ويبدو انهم لم يتمكنوا من تقبل هذه الحقائق والوقائع التي نشرت عنه، معتبرين اياها معلومات غير صحيحة ومغلوطة، ليقعوا في دائرة الهجوم السفسطائي والبعيد كل البعد عن تقديم اي مبررات لانجازات بلغت “صفر” عندما كان على رأس وزارتي العمل والاتصالات، الا انهم لم يكتفوا بهذا القدر من التخبط والانكار و”الغميضة”، بل اتهموا النائب ابراهيم كنعان بأنه الرجل المحرك وراء هذه التقرير، على خلفية السجالات الرنانة والفضفاضة التي سطرها مثالهم الاعلى بحق الاخير.
ورغم انهم لم يستطيعوا تكذيب الحقائق المذكورة في تقرير siyese 101، استرسل فريق الدفاع التويتري عن نحاس بالهجوم على كنعان، مستعملين اسلوبا اقل ما يقال عنه بأن فارغ وسطحي ومجرد “قرقعة في الطناجر”، حيث سأل احدهم كنعان “اديش دافع لعامل هالموقع”، في حين اتهمت مدافعة اخرى كنعان بالاستفادة من علاقته بالمصرفيين كما فعل نحاس، لتؤكد ما ذكر في التقرير، وكتبت “شربل استغل علاقته مع المصارف واستفاد وقبض بس ابراهيم كنعان ما استفاد من سمير صفير”، وكأنها اذا وضعتهما في الخانة نفسها لتبرير ما فعله المدافع الشرس اليساري عن اللبنانيين وحقوقهم، كما اشارت ثالثة الى ان كنعان “مشوب منيح” لان نحاس يمتلك ما يثبت ان النائب مخطئ ويستطيع اظهار كذبه امام الرأي العام، بالاضافة الى تغريدات اخرى تدور في فلك المعلومات المجتزئة.
وبالمختصر المفيد، يمكن القول ان نحاس بارع بإطلاق الشعارات الرنانة والطنانة، وتحميل اللوم لما وصلنا اليه لرئيس الجمهورية والتيار الوطني الحر وحليفه، ضاربا بعرض الحائط السياسيات التنفيذية الخاطئة التي نفذها امراء الحرب والدم والفساد طيلة ٣٠ عاما واكثر، خصوصا انه فشل في تحقيق اي انجاز عندما كان مسؤولا او تقديم اي حل لمشكلة واحدة من المشاكل التي يعاني منها لبنان ، وسقط في الانتخابات النيابية لان الناس لم تقتنع بأفكار، ليبدو وكأنه مجرد بوق يصدح بصوت عالٍ على الشاشات وفي المقابلات الصحفية فقط، كذلك، يقلده من يمشي وراءه بشكل اعمى، ليكونوا ابواق صغيرة تغرد في سمائه.