الحرب اللبنانية وأحداثها تاريخٌ يجذب الجميع، وقد يكون إخراج وثائقي عنها مثيراً للغاية عند البعض، فكيف إذا كان المخرج إسرائيلياً؟
“لبنان” هو عنوان سلسلة من الأفلام الوثائقية التي بدأت “قناة كان 11” الإسرائيلية بثها. وثائقي يتألف من خمسة أفلام ستبث أسبوعياً. بدأ العمل على “لبنان” قبل 3 أعوام، وكان درور قد استوحى الفكرة من مسلسل الموساد الذي أراد أن يطوّره ثم عدل عن الفكرة وقرّر إنتاج الوثائقي “لبنان”. قسّم درور مجموعته إلى 5 حلقات كلٌ منها تحت عنوان مختلف “الفلسطينيون”، “المسيحيون”، “الإسرائيليون”، “السوريون” و “الإيرانيون
وكانت غاية المخرج الإسرائيلي درور إظهار الأطراف المختلفين الذين شاركوا في الحرب اللبنانية بغض النظر عن الرأي الإسرائيلي حولها. قصص الشخصيات السياسية التي شاركت وقتها بالحرب والسياسة كانت جزءً من هذه الأفلام الوثائقية. فكلٌ منهم يحمل بعداً سياسياً وكلٌ منهم له روايته ونظرته للحرب
يروي درور في إحدى المقابلات التي أجريت معه على “كان 11” أن أحد الجوانب المثيرة للإعجاب في المسلسل هو الأشخاص اللبنانيين الذين تمت مقابلتهم، بمن فيهم سمير جعجع قائد القوات اللبنانية، أسعد الشفتري، سهيل ناطور، والرئيس اللبناني الأسبق أمين الجميل
أما الجوانب المثيرة للإعجاب بالنسبة لنا كقرّاء أو مشاهدين للوثائقي فهي أولاً رأي سمير جعجع في المقابلة حول مقتل طوني فرنجية وعائلته واعتبار الحرب مبرّراً حتى لقتل الأطفال، وثانياً كيف يقابل سمير جعجع وغيره من المسؤولين إسرائيلياً في حوار مباشر، وثالثاً في حال لم يقابل جعجع المخرج الإسرائيلي شخصياً إنما قابل مندوباً عنه كيف يقبل أن يشارك في عمل من إخراج إسرائيليّ وسيجري عرضه في وثائقي على الشاشات الإسرائيلية؟
وهنا نسأل أين الأمن والقضاء والمتابعة لهؤلاء الأشخاص؟ أليس ما قام به هؤلاء مدخلاً من مداخل التطبيع؟ فإن كانوا لا يعلمون، أن العمل من إخراج إسرائيلي وسيعرض على قناة إسرائيلية، فهنا المصيبة، وإن كانوا على علم بكل التفاصيل فهنا الكارثة الأكبر