لا تنفك القوات اللبنانية بإتّهام رئيس الجمهورية بالتجديد لحاكم مصرف لبنان! لكن إذا عدنا بالذاكرة إلى ذلك التاريخ فموقف رئيس الجمهورية ميشال عون ثابت تجاه الحاكم!
أما القوات اللبنانية فموقفها كان واضحاً، وعلى لسان قائدها، وحماسها لمن اعتبروه من أنجح حكّام المصارف في العالم! فماذا تغيّر بعد سنتين من هذا الموقف؟ هل أصبح الأسوأ في نظرهم فجأة؟! هل أصبحت سياسته وهندساته هي الأسوأ؟!
تناقض كالعادة بين قائد القوات اللبنانية ونوابه حول رياض سلامة ظهر مؤخراً بعد ما حصل حول التدقيق الجنائي ففي وقت أعلن فيه جورج عدوان اقتناعه بالقرار الذي اتُخذ في المجلس النيابي حوله، قلّل معظم نواب القوات من أهمّية هذا القرار باعتبار ما حصل مسرحية فلكلورية وتجدون هنا التباين في المواقف.
أما في العودة الى قصّة التجديد للحاكم فنذكر أن ميشال عون رفض رغم إصرار الجميع التجديد لرياض سلامة ومع صلاحيات محدودة سُرِقت منه بإتفاق طائفٍ شُغِل عليه لهذه الغاية وذلك لتكبيل يديّ الرئيس المسيحي في لبنان فكيف لعون أن يلغي قرار بتعيين حاكم يقرّه مجلس الوزراء وبضغط من رئيس الحكومة وجميعنا يعرف أن سعد الحريري كان مصرّاً على رياض سلامة ومن أكبر الداعمين له! كما نعرف جميعنا المصالح النقدية المشتركة التي تسيّر أمور الإثنين بينما ينهبان المال العام من خلال هندسات مالية حُيّكت على قياسهما! حاكم مصرفٍ بنى إمبراطوريته على حساب اللبنانيين والمودعين بينما السياسيين وصفوه بأحلى العبارات!