I – الموقف العام:

نهاركم سعيد،

ما لقيت فكرة معبّرة بلّش فيها كلمتي اليوم افضل من هيدي، وهي بتلخص يلّي مرّيت به بالفترة الأخيرة بعلاقتي مع اميركا تجاه حزب الله ولبنان.

والحقيقة انّو الطريق مع اميركا كانت دايماً صعبة ولكن مجبورين انّو نمشيها، ونتحمّل الظلم لنبقى احرار بوطننا ولنحمي لبنان من الشرذمة والاقتتال، مع الاصرار انّو نبقى اصدقاء للشعب الاميركي مهما ظلمتنا ادارته.

العقوبات بتجي وبتروح، ولكن علاقة الشعوب يلّي بتجمعها قيم واحدة بتبقى.

العقوبات بتنحطّ وبتنشال، ولكن التفريط بالسلم الأهلي وبالوحدة الوطنية جريمة بتنهي لبنان وما بيعود في شي بيشيله منها.

ومن هيك، بين عقوبات بتطالني شخصياً وحماية سلامنا الداخلي بيحفظ لبنان… الخيار ما كان صعب واخترت حماية لبنان!

وهيدا اقلّ شي بعمله مقابل ناس ضحّوا بروحهم وجسدهم؛ شهداء سقطوا من اجل لبنان، وناس ناضلوا وتعذبوا وسجنوا، وابرياء كتار هُدرت دمائهم وآخرهم ضحايا انفجار المرفأ بـ 4 آب.

وهيدا اقلّ ثمن بدفعه قدّام اتمان دفعوها جدودنا ليبقوا بهالوطن، ولنبقى نحنا من بعدهم حاملين رسالة السلام والمحبة بإيماننا، وحاملين قضية لبنان بقناعتنا.

II – الرواية:

بدي خبركم الخبرية:

بالـ 90 أُخرج العماد عون من الشرعية بلبنان برعاية اميركية ووصاية سوريّة، ورجع بالـ 2005 بعد خروج سوريا، ليلاقي حاله بالانتخابات النيابية (Elections now) محاصر من التحالف الرباعي، وتمّ استبعاده من الحكومة والرئاسة بالرغم من حصوله على اصوات 73% من المسيحيين!

ومن بعدها طُلب منه الدخول بحلف لعزل حزب الله، مما يعني حرب أهلية، فرفض وقرّر يتلاقى مع الحزب على وثيقة تفاهم مكتوبة من بنود مفترض انّو كلّ اللبنانيين ما يعترضوا عليها.

بعدها، عملوا الاسرائليين حرب تموز 2006 يلّي انتصر فيها لبنان وكانت وثيقة التفاهم من أهمّ عناصر الانتصار لأنّها  حصّنت الجبهة الداخلية.

استمرت اميركا بضغوطها من وقتها لفك هالتفاهم وما نجحت لغاية ما ادخلت مؤخراً موضوع العقوبات وبلّشت تهدّدنا فيها.

بتتذكّروا كلّكن زيارة الوزير بومبيو للبنان وقوله امامي بوزارة الخارجية انّو حزب الله هو حزب ارهابي، وجوابي الطبيعي له كان انّو حزب الله هو حزب لبناني – تصنيفكم لكم وتصنيفنا لنا.

اساساً لمّا طلب مني الوزير الاميركي ترك حزب الله ومواجهته، شرحت له ان هذا يؤدّي الى عزل الشيعة يعني يؤدّي الى فتنة داخلية، فهل منلاقيك بمطرحك بالخارجية لمّا بتوقع الفتنة لتساعدنا بمنع اراقة الدماء؟ اكيد كان جوابه انّو ما بعرف. ولمّا سألت هل بتضمن لنا عدم وقوع الفتنة وبتضمن حماية البلد منها؟ اكيد كان جوابه بالنفي.

اذاً الاميركيين يدعوننا الى مشروع لا ضمانة فيه بعدم اراقة الدماء ولا بحماية لبنان واللبنانيين من الفتنة.

حديث العقوبات بلّش جدياً بصيف 2018. بتأليف حكومة الحريري الثانية، يلّي عملت فيها وزير بسبب اصرار من الحريري نفسه، اجا وقتها احد العارفين يقول لي انّه من الضروري كون وزير خارجية لأن الحصانة الدبلوماسية للموقع بتمنع من فرض عقوبات، ولما استقال الحريري او طُلب منه انّو  يستقيل؛ ترافق هالشي فوراً  مع اعلانه عدم موافقته انّو كون معه بأي حكومة – يعني انتقلنا فجأة من انّو ما بيقبل يشكّل حكومة من دوني الى انّه ما بيقبل انّو يشكل حكومة كون انا فيها.

واجا من ينبّهني، انّو بدّن ينزعوا عني الحصانة الدبلوماسية،

وهيك دخلنا بموجات من الترهيب والترغيب، ساعة زيارة مع تخصيص وساعة زيارة مع مقاطعة؛ ساعة ترحيب بموقف وساعة تنديد بموقف.

بالمقابل مع حزب الله، كان واضح انّو، مع ثبات وثيقة التفاهم، كنا عم نمرّ بطلوع ونزول بالعلاقة، بسبب خلافاتنا الكثيرة على الملفات الداخلية والإصلاحات، وبعض المواقف المختلفة على القضايا الخارجية. وحكينا سوا بصراحة انّو ما ماشي الحال هيك، لدرجة انّو انا حكيت بالإعلام عن امكانيّة الفراق. وبكتير محطّات، مثل الفاخوري او الحدود البحريّة، وبكتير مواقف، صار الاعلام والسياسيين يربطوا اي طلعة مع الحزب بنزلة مع الاميركان، واي طلعة مع الاميركان بنزلة مع الحزب.

بينما أي موقف اخذناه كان نابع بس من قناعتنا ومصلحة لبنان. شو نشوف مناسب نعمل! والآخرين يربطوه بالعقوبات – اجت العقوبات وراحت العقوبات!  اجت الرئاسة وراحت الرئاسة!

بكرا بيصيروا يقولوا، عمل هيك ليشيل العقوبات، او عمل هيك لأن راحت الرئاسة.

هون بحبّ قول للبنانيين انّو بكل نقاشاتنا مع الاميركان، ما في مرّة فتحوا من جانبهم سيرة الفساد، لا بل كنا نحنا نطالبهم، من سنة 2005 ولقاءات فيلتمان مع العماد عون وصولاً لليوم، بوقف مساعدة ودعم الفاسدين ومساعدتنا على محاربة الفساد؛ وأنا طالبت مسؤولين أميركيين ودوليين كبار، بما انّو عندهم اطّلاع على التحويلات المصرفية ليش ما بيساعدونا، بحسب القوانين والأصول، بالمعلومات اللازمة التي تمكّننا من استعادة اموال منهوبة او محوّلة للخارج. طبعاً ما كان في جواب رافض، ولكن كان هناك عدم تجاوب بتلبية هالمطالب. وكتير من المحاضر من سنة 2005 بتشهد على هالشي.

شو صار مؤخراً؟ سأروي قليل من التفاصيل لأن الوضع والوقت لا يسمح بأكثر، ومنترك اشياء ثانية لأوقات ثانية، وللأرشيف.

تبلّغت من رئيس الجمهورية انّو مسؤول اميركي كبير اتصل فيه وطلب منه ضرورة فك علاقة التيار الوطني الحرّ بحزب الله فوراً، وطلب منّو يبلّغني بعجالة الأمر. وثاني يوم تبلّغت من السفيرة الأميركية مباشرةً بضرورة تلبية  4 مطالب فوراً وإلاّ ستفرض عليّ عقوبات اميركية بعد 4 ايّام (اي بـ 25 تشرين) والمطالب هي: 1 – فك العلاقة فوراً مع حزب الله وثلاث نقاط أخرى. طبعاً بالمطالب وبالحديث كلّه ما في كلمة عن الفساد. 

ردّة فعلي الطبيعية السريعة كانت انّ الأمور لا تمشي معي بهيدا الشكل  واني ارفض هذا الموضوع It doesn’t work with me that way وانّو هالشي يخالف مبدأ اساسي من مبادئ التيار وهو رفضه أخذ تعليمات من أي دولة خارجيّة.  وانّو اذا نحنا قبلنا بأن تمشي العلاقة معنا بهيدا الشكل، منصير مثل غيرنا، نقبل ننفّذ اوامر وتعليمات ومنصير عملاء بينما نحنا منريد نكون اصدقاء. I am not your agent, I want to be your friend.

نحنا اصدقاء ولسنا عملاء.

بعدها، صار في مداخلات معي لإقناعي على انّو الهدف عند الاميركيين مش فرض العقوبات عليّ، انمّا استقطابي لأكون شريك وصديق والبرهان انّو غيري ما تمّ تحذيرهم، امّا انا ارادوا اعطائي فرصة لأخلّص نفسي لأنهم يريدونني، وسمعنا على عدّة مستويات كلام اننا لا نريد ان نخسر علاقتنا بباسيل.  مرّ 25 تشرين الأوّل، وانا كنت ناطر العقوبات تصدر يومها، ولكن قرّر الاميركان بعدها انّو يعطوا مهلة ثانية لـ 4 تشرين الثاني، يعني تاني يوم الانتخابات باميركا وتخلّوا عن البنود 2 و 3 و 4 بل حصروا مطلبهم بإعلان قطع العلاقة مع حزب الله، ولكن على قاعدة ثانية هي العصا والجزرة. زاروني بلقاءات طويلة وقدّموا لي ما اعتبروه مغريات كافية من “النجوميّة” بلبنان وبأميركا والربح السياسي الشخصي لي وللتيار. وما مشي الحال!

رجع صار في لقاء طويل بـ 4 تشرين التاني (يعني الاربعاء)  واعطوني مهلة اخيرة 24 ساعة لأغيّر رأيي وأفكّر بما عرضوه عليّ لمصلحتي ومصلحة لبنان ونبّهوني من العواقب بحال مشوا بمسار العقوبات.

مرّ الخميس طبعاً وما صار شي من قِبَلي وطلعت العقوبات نهار الجمعة، يعني بعز اعلان نتائج الانتخابات الاميركية كان بالهم فييّ، وطلعت على اساس الفساد وحقوق الإنسان وبالكاد ذكروا حزب الله، مع العلم انّو ما حكيوني الاّ عن حزب الله.

طبعاً بكلّ هالمسار، انا بلّغت المعني الأوّل بالموضوع وهو التيار الوطني الحرّ عبر الهيئة السياسية يلّي وافقت بالإجماع على الموقف بالشكل وبالمضمون. وبلّغت المعني الثاني اي حزب الله عبر السيد حسن مباشرةً يلّي ابدى تفهمه لأي موقف ممكن ناخده وابدى استعداده لأي مساعدة منطلبها منّو، وطبعاً انا ما طلبت شي بهيك لحظة.

في كتير كتير تفاصيل مهمّة رح تعرف يوماً ما، وانا بعرف كتير منيح شو عملت وشو حكيت واي مواضيع فتحت لأوصل للخلاصات التالية:

1 – العلاقة مع اميركا:

فهمت اكتر شو يعني يتم تطويع حدا للعمل سياسياً مع دولة كبيرة تحت وطأة الترهيب والترغيب، وتأكّدت من أهميّة الاستقلال السياسي؛ ورسالتي لكل رفاقي بالتيار الوطني الحرّ انّو يبقوا احرار، وانا على علم بمحاولات أجهزة وسفارات وجهّات داخلية للتلاعب فيهم مثلما حصل مع بعض اعضاء التكتّل، ولكن هم أصلبّ!

وانا اعرف ضعاف النفوس تماماً وبعرف خيانتهم من عيونهم، واحدهم وقع، لا بل هو واقع اساساً، وهو بالخارج، وسأدّعي عليه امام المجلس التحكيمي بالتيار “لخيانته مبادئ الحزب وقواعده وقيادييه، والعمل على هدم كيانه وصدقيّته وقوّته ومؤسساته بشكل مقصود وممنهج” وفق نص المادة 28 من عقوبات الدرجة الثانية وعقوبتها الطرد.

بالمقابل، بالرغم من كل ما حصل مع الادارة الاميركية،

هيدا ما بيمس بعلاقتنا مع الشعب الاميركي وتشاركنا معه بالعديد من القيم. ونعتبر ان الجريمة التي ارتكبتها الادارة الحالية بحقي، وسارعت للاعلان عنها يوم تأكّدت من خسارتها للإنتخابات الرئاسية وقبل الإعلان الرسمي عنها، لازم يتم التحقيق فيها وبأسبابها، ومعرفة من دفع ثمنها. نحن نهنئ الرئيس الاميركي الجديد جو بايدن ونائبته كامالا هاريس أوّل مرّة نائبة رئيس، ونعتزم، مع الادارة الجديدة، العمل على  تطوير العلاقات معها.

2 – استخدام موضوع الفساد من قبل اميركا:

الحديث معي تضمّن حزب الله وكلّ شيء الاّ الفساد، والعقوبة تضمّنت الفساد وحقوق الانسان وبالكاد تم ذكر حزب الله. طيّب لو انا قبلت معهم اقطع العلاقة مع حزب الله، كنت بطّلت فاسد؟

بعدين قانون ماغنتسكي بيتناول قضايا حقوق الانسان متل خاشقجي، امّا قضايا الفساد الواردة بخصوصي فهي مضحكة متل ازمة الطاقة بلبنان – ازمة النفايات – ازمة تلوّث البحر (عن جد؟) – انفجار المرفأ (انا المسؤول؟) – في الخارجية تعييني فاعلين في الدولة – في الطاقة، استعمال شركات واجهة لمقربين مني للاستفادة! هيدا متل ثرثرة سياسية تبع بعض الحراك والسياسيين الكذّابين بلبنان. هلّق عرفنا بقلم مين مكتوبة العقوبة! هلّق عرفنا كيف بتنكتب الـ هيلا هيلا هو بالانكليزي؟  هلّق تأكّدنا مين الراعي الدولي للاغتيال السياسي يلّي عم اتعرّض له! انا بعرف تماماً هيدا النمط من الثورات الملوّنة يلّي بتستعملها اميركا بالعالم، وكان آخرها بارمينيا.

وانا بعرف شو يعني الحرب النفسية والاعلامية وحرب الجيل الرابع ومتابعها منيح بالعالم.

بس انا ما كنت مصدّق انّو اكبر دولة بالعالم وماسكة النظام المصرفي العالمي وتحويلاته، وعندها اكبر اجهزة مراقبة ومخابرات ما بتقدّم ورقة او دليل او اسم او رقم او اثبات.

اذا بدّهم يحاربوا الفساد يوقفوا دعمهم لجماعتهم يلّي عم يمنعوا التدقيق الجنائي، ويزودوا لبنان بكل التحويلات المالية منه لتهريب الأموال المنهوبة والمحوّلة.

انا لما كنت اتحدّى كل دول واجهزة العالم، كنت عارف حالي مين عم اتحدّى! وانا لا زلت اتحدّاهم، طلعت النتيجة معهم انشاء وحكي صالونات!

بيقدروا يؤذوني ويشوّهوا سمعتي بالتلفيق ولكن بالاثباتات ما بيقدروا يخدشوا آدميّتي!

انا بقوّتي ما بقدر اتحدّى حدا،

ولكن بآدميّتي انا بقدر اتحدّى كل العالم….

3 – تحصيل الحق بالادّعاء

البير كامو بيقول: “ما بيكفي انّك تفضح الظلم، ولكن لازم تعطي كل حياتك لمحاربته”.

هذه العقوبة هي الظلم بعينه ورح اقاومه، ورح ادّعي  بالضرر اللاحق فيي من وراها.

بلّشنا بدراسة الإدّعاء و شو لازم نعمل:

من جهة اولى، العقوبة هي من منطلق سياسي اعتباطي وهي قرار اميركي محصور بالجغرافيا الأميركية ولكن نتائجه تتجاوز اميركا لتطال بالتأثير والترهيب القطاع المصرفي بعمليّات التعاطي بالدولار وهيدا بيطالني انا وحدي من دون غيري، رغم اني لا املك اي حساب مصرفي خارج لبنان (او اي ملكية اخرى).

سأعمل على تكليف مكتب محاماة بهدف إبطال القرار لفقدان الأساس القانوني وطلب التعويض المعنوي والمادي، وموعدي يكون عندها مع القضاء الاميركي، مع علمي انّو يلّي بيجي بالسياسة، بشحطة قلم بيروح بالسياسة، خاصة انّو البند الرابع من شروط الغاء العقوبات بحدّد انّو يمكن ان تلغى اذا اقتضت مصلحة اميركا ذلك.

من ناحية ثانية، العقوبات الاميركية وقانون ماغنتسكي مخالف لأهم مبادئ القانون الدولي وهو مبدأ السيادة الوطنية وهو لا يطبّق قانوناً خارج الاراضي الاميركية لأنّه غير مصدّق عليه بأي معاهدة دولية ولا بمعاهدة مع لبنان، وهو مخالف لأبسط مبادئ الاعلان العالمي لحقوق الانسان (ويتحدّث عن حقوق الانسان!!!) لأنّه لا يؤمّن حق الدفاع عن النفس ولا يعطي القرينة، والعقوبة لم تصدر عن اي مرجع قضائي بل هو قرار اداري من وزارة وبالتالي فهو منعدم الوجود قانوناً وفق معايير القانون الدولي والقانون اللبناني،  لأنه لم تتم الدعوة او الادّعاء امام اي مرجع قضائي، وليس هناك اي ابراز لمستندات مثبتة للمزاعم، وهذا قد يتطلّب النظر بأخذ الاجراءات اللازمة للجوء للمحاكم الدوليّة.  

4 – لمصلحة من العقوبة؟

انا عندي معلوماتي يلّي بتسمحلي اعرف انّو العقوبة مطلوبة من مين من خارج اميركا، لأني تبلّغت رسمياً انّها جايي بالادارة من فوق الى تحت، وليس كالعادة من تحت الى فوق.  

ولكن انا سأتكلّم بالتحليل.

اين هي مصلحة اميركا بضرب ومحاولة تدمير اكبر حزب وتكتل طابعه مسيحي في لبنان وفي الشرق؟

اين هي مصلحة اميركا بتنفيد اغتيال سياسي لقادة مسيحيين يدعوا علناً، مراراً وتكراراً للتعاون والصداقة؟

اين هي مصلحة اميركا بضرب المكوّن اللبناني يلّي بيرفض الذهاب الى الشرق فقط، ويريد ابقاء لبنان همزة وصل بين الشرق والغرب؟

هيدي مش مصلحة اميركا، هيدي مصلحة اسرائيل بضرب المسيحيين بلبنان .

الا اذا اميركا كانت وبعدها، للأسف، بنفس المخطط القديم يلّي يؤدّي بما يؤدّي الى هجرة المسيحيين من الشرق.

فمن كيسنجر ومخطّط التوطين والتهجير، الى دين براون وترحيل المسيحيين بالبواخر الدولية، الى مورفي وخيار الاذعان او الفوضى، الى فيلتمان وحصار المسيحيين في 2005 وصولاً الى توصيته العلنية بالكونغرس بالـ 2019 بضرب اكبر ممثّل لهم من أجل اضعاف حزب الله.

تشرح لهم ان اضعاف التيار لرفع  الغطاء عن الحزب لن يضعف الحزب، بل سيعزله وسيضطّره الى الدفاع عن نفسه وسينتصر. وسيكون هناك مشروع فتنة وحرب داخليّة في لبنان بين الشيعة والسنة، ومن تسوّله نفسه من المسيحيين للتآمر والمشاركة فيها، وسيدفع المسيحيّون ثمنها الأكبر بالهجرة الكثيفة؛ وهذا مشروع الفوضى ما بيجوز انّو يتكرّر بلبنان، لأن حصوله في العراق ادّى الى هجرة المسيحيين، وحصوله في سوريا ادّى الى هجرتهم، والآن اعتماد مشروع لعدم الاستقرار بلبنان على ما هو واضح في بعض اجنحة الادارة الحالية والسماح بالفوضى والتشجيع عليها نتيجة الأوضاع المعيشية الاقتصادية، وتأليب الناس بالمظاهرات الملوّنة. ضيف عليهم وقوع بعض الحوادث الأمنية وانشاء الخلايا كما يحضّر في الشمال؛ مثلاً حادثة كفتون تبيّن انّها خلية 40 داعشي يموّلون من ادلب – هيدا تحضير بالشمال.

بالمقابل ضغط مباشر بالجنوب والبقاع وحقن، وضغط  وتهديد على من يتفاهم معهم بالداخل لتعريتهم سياسياً وشعبياً بشكل مفاجئ وصادم … هيدا شو نتيجته بلبنان؟

هيدي وصفة حرب، ونحنا ولبنان اوّل ضحاياها، وبدّكن امشي فيها؟! الثمن كتير صغير لتفاديها وانا أدفعه طالما هو عقوبات على شخصي – وهيدا ارخص شي!

هالعقوبات ما طالت غيري، وانا بحملها وما في مشكلة.

هيدي العقوبة لمصلحة يلّي وضعها، وبكرا بتروح لمّا بتصير مصلحة اميركا الدولة اكبر من مصلحة يلّي وضعها لمصلحته.

5 – العلاقة مع الحزب:

نحنا لا يمكن ان نطعن اي لبناني لصالح اجنبي، هيدا مبدأ سياسي بالتيار لا يمكن ان نخلّ فيه تجاه حدا، وانا قلت بـ 13 تشرين الماضي، لأني كنت عارف لوين واصلين قلت: “عزل اي مكوّن لبناني، نحنا ما رح نمشي فيه ولو كلّفنا غالي… ما عملناها قبل ولا رح نعملها … ما بينفع معنا، لا طيّاراتكم، ولا تهديداتكم ولا عقوباتكم”.

بدّي قول اكتر من هيك – نحنا ما منطعن بأي حليف أو صديق أو أي حدا متفاهمين معه لصالح اي حدا كان بالداخل.

لا المستقبل غدرناهم ولا القوات خنّاهم، ومنحكي بالموضوع وقت اللازم، فما ممكن نطعن حزب الله.

نحنا ما منترك الناس من دون سبب، واكيد مش حزب الله لأن نحنا منتعاطى مع بعضنا بصدق واخلاق. مش هيك منترك بضغط خارجي! اذا بدنا نترك فلأسباب داخلية بتتعلّق فينا وبمصلحة البلد.

نحنا على كل حال كنّا عبّرنا سابقاً انّو البلد بدّوااصلاح حقيقي وانّو مش ماشي الحال نكفي هيك.

واتفقنا مؤخراً على انّو نجري مراجعة واعادة نظر بوثيقة التفاهم لنتفق كيف ممكن نطورها لنقدّم شي لجمهورنا وللناس المتأمّلة فينا الخير للبلد.

بالخلاصة الاساسية، نحنا مختلفين مع اميركا على امور عديدة غير حزب الله، وعقابنا على هالخلافات كان بأنها استمرّت باتباع سياسة معاكسة لمصلحة لبنان لا بل مدمّرة لكيانه ومزيلة لوجوده.

هالخلافات هي على موضوع عودة النازحين السوريين، وموضوع توطين اللاجئين الفلسطينيين وصفقة القرن، ومسألة حقوقنا مع اسرائيل بالأرض والحدود والموارد ومسألة العدل والسلام مع اسرائيل، ومسألة الارهاب. امّا بمسألة حزب الله، فلأن في مصلحة اسرائيل، هالاختلاف أّدى عن غير حق الى فرض عقوبات غير قانونية ومبنيّة على افتراءات.

بول فاليري يقول: “نقطة ضعف القوّة هي انّها لا تؤمن الاّ بالقوة”.

اميركا بتقدر تعاقبني ولكنّها لا ما بتقدر تأخذ منّي وطنيّتي وكرامتي.

اعرف ان اميركا عملاقة ونحنا صغار، ولكن راجعوا تاريخ الشعوب المقاومة، فمستحيل هزيمة شعب مقاوم مهما كان صغره. انتم كبار ونحن صغار، صح، ولكن لمّا  ينطلب منّا التنازل عن حقوقنا ووجودنا لا يمكن الاّ انّو نقاوم لآخر نفس.

نحن نختلف مع حزب الله حول امور اساسية وعقائدية، مثل السلام بالمنطقة ووجود اسرائيل. لم نرَ ايران تضع علينا عقوبات، ولا رأينا حزب الله يقمعنا بالرغم أنني قلت امامهم في كنيسة مار مخايل بذكرى وثيقة التفاهم بشباط 2019 على اثر موقفي من امن اسرائيل على قناة الميادين، قلت: على الحزب ان يفهم ان التيار لا يملك نفس الفكر ونفس الخطاب عن حزب الله، وحقيقة فكرنا ان لبنان دولة مدنيّة، لا اسلاميّة ولا مسيحيّة، دولة تحبّ ان تعيش باستقرار داخلي قائم على التوافق وسلام خارجي قائم على الحقوق والعدالة والقانون الدولي.

لبنان يريد السلام لا الحرب. السلام يقوم على اساس المبادرة العربية وعلى الحقوق المتبادلة: للعرب الحق بالأرض، ولفلسطين الحق بالدولة ولاسرائيل الحق بالأمن (هذا 1701 وهذا ما نعيشه على الحدود منذ 2006)./ هذا خلاف كبير، يهاجمني فيه جمهورهم على وسائل التواصل الاجتماعي ولكن لا يقمعني الحزب وتؤدّبني ايران بل يقولون نحترم خلافاتنا. اما اميركا فتعاقبني كفاسد ومجرم وارهابي!

انا لست ارهابي، وليس في تاريخ التيار الا محاربة الارهاب.

وانا لست فاسد، ولا دولار واحد عمولة او رشوة في تاريخي، ومن اين لكم الحق انتم لتحاكموني بالفساد وانت تدعمون كل الفاسدين؟

وانا لست محرم حرب كغيري من الناس ولم اتسبّب بمقتل انسان واحد او بهدر نقطة دم.

انا اختلف مع هذه الادارة بالسياسة. بالزمان اتصل بي دافيد هيل وكنت في اميركا اللاتينية وطلب مني، عندما اعادوا الحوار مع كوبا، بأن اعمل موقف مؤيّد كوني كنت دائماً اكلّمه عن وجوب  اعتماد سياسة  الانفتاح بدل العزل والعقوبات. فقدّمت محاضرة في جامعة سنتياغو في تشيلي بهذا الموضوع.

الادارة الحالية غيّرت سياستها وعادت للعقوبات والغت الاتفاق النووي، الا يحق لنا ان نقول انّها مخطئة خاصةً ان الادارة التي قبلها والآتية بعدها تقول انها مخطئة؟ بصير ساعتها ارهابي ومعتدي على حقوق الانسان وفاسد؟

هل انا من كان مسؤول عن السياسة المالية بلبنان منذ الـ 90؟ هل انا من قام بالهندسات المالية؟

هل انا من حدّد سعر الكهرباء على اساس برميل بترول بـ 24 دولار وقرّر دعم الكهرباء من خزينة الدولة وانا من اوقف بناء المعامل واوقف دفع المال للمتعهدين لبنائها؟

هل انا من اخذ 500 دولار على خط خليوي، او انا جريمتي انني خفّضت سعر الخليوي وزدت واردات الخزينة؟

هل انا من وزّع الباسبورات الدبلوماسية والقناصل الفخريين مقابل الأموال او انا من اوقفها وعمل بحسب المرسوم؟

هل انا من عمّر القصور واشترى الطائرات واليخوت؟

آخر شي طلعنا لوّثنا البحر!!! عيب! هيدي اميركا، بتخلص القصة بأيادي بعض الكتبة الحاقدين!

مئات ملايين الدولارات صرفت لخلق حالة شعبية واعلامية مناوئة، ولم تستطيعوا الاثبات بملف واحد مثبّت؟ فقط اتهامات معمّمة!

انا ضد التوطين والنازحين، ولا عندي لا طائرة ولا قصر ولا يخت ولا حساب بالخارج، بطلع فاسد! وحلفائكم لأنّهم مع التوطين والنازحين وعاملين كل الفساد بيطلعوا اوادم؟

انتم قلتم ستلاحقون كل الفاسدين، فرجونا! تفضلوا اكشفوا الحسابات والتحويلات وانشروها وهي كلّها بامتلاككم….اظهروا لنا عدالتكم ومساعدتكم للبنان.

افتحوا ملفاتكم، وارسلوا براهينكم.

انا مستعد لأي مواجهة – اعطوني واقعة واحدة واثبات واحد. سمّوا شركة واحدة من شركات الواجهة يلّي حكيتوا عنها وحدّدوا حساب مصرفي واحد.

على كل حال، حرّرتموني ” الظلم يكبّر النفس الحرّة والأبيّة” وانا اليوم اكثر حريّة وعزة”.

والى اللقاء للعمل مجدداً مع اميركا، مع رئيس جديد  وادارة جديدة ومع نفس جديد، ولنحارب الارهاب فعلياً ونبني السلام العادل ونعيد الحقوق لأصحابها ليكون الانماء والازدهار والانفتاح بدل التخلّف والفقر والانغلاق.

بدّي احكي شوي عن الحكومة وانهي بكلمتين مهمين للتيار.

الحكومة:

العقوبات لازم تكون سبب للتسريع بتأليف الحكومة. اذا كانت النوايا من الخارج  تعطيل او تخريب فلازم ردّنا ما يكون التشدّد من وراء العقوبات. بنتشدّد بوجه من يعتدي علينا، ولكن ما منتشدّد بوجه بعضنا بتسيير امورنا وانقاذ بلدنا؛ الاّ اذا حدا اراد انّو يستكمل لعبة الخارج من الداخل، ويسعى لاستهدافنا من دون غيرنا، ويسعى لتحجيمنا او لإقصائنا دون غيرنا. فهيدا امر اكيد لن نسكت عنه.

نحنا من الأوّل قلنا اننا مع التسهيل والاسراع بتأليف الحكومة، وما وضعنا أي شرط ولا تمسّكنا بحقيبة وتركنا حتى مشاركتنا بالحكومة او عدمها وشكل المشاركة مفتوحة.

كلّ ما طالبنا به هو اعتماد معايير واحدة للتأليف من اجل الاسراع، لأن غير ذلك يؤخّر ويعرقل وهذا ما علّمتنا ايّاه التجربة. ونحنا ما حكينا الاّ عن حكومة منتجة وفاعلة ومتخصّصة وقادرة على تنفيذ البرنامج الاصلاحي بالمبادرة الفرنسية وعلى وقف الانهيار. والحقيقة انّو نحنا، بقرار منا، لم نتدخل او نتعاطى او نتواصل مع احد وتركنا الأمور لرئيس الجهورية ورئيس الحكومة لوضع مبادئ ومعايير واضحة للتأليف لنحدّد على أساسها موقفنا من الحكومة، بالمشاركة او عدمها او بكيفيّة المشاركة، وباعطائها الثقة او عدمها، وبميثاقيتها او عدمها لأن التأليف يختلف عن التكليف.

وبالرغم من اتّهامنا زور بالتعطيل بالرغم من عدم تعاطينا، سكتنا حتى الآن لاعطاء اكبر فرصة ومجال ممكن من الايجابية مع احساسنا لكي لا اقول علمنا بأن النوايا ليست كما يجب.

ولكن تساهلنا وتسهيلنا ما  بيوصل لدرجة انّه ما منقدر نسأل او نعطي رأينا او انّو يحكينا حدا، فهذا ارهاب سياسي وهذا الغاء للذات اذا نحنا قبلنا فيه.

لن تكون عودة الى الماضي ومفرداته… مجرّد استعمالي لهذه الكلمات هو مؤشّر خطر لاستطياب واستحلا البعض العودة الى تلك الأيام، او تخيّله ان وضع البلد المنهار والمبادرة الفرنسية بيقدروا يوفّروا له غطاء للعودة الى ما قبل الـ 2005!!!

في حدا عن جدّ مصدّق انّو بيقدر وحدو يسمّي كل وزراء الحكومة، او كل الوزراء المسيحيين باسم الاختصاص وبالتبرير بالوضع الاقتصادي المنهار وبالرهان على عقوبات؟

نبّهنا من فترة ببيان للتيار من ربط تأليف الحكومة بأحداث الخارج ورهانات  عليها.

لازم الإسراع بتأليف الحكومة ووقف اضاعة الوقت والاتكال على الضغط الاعلامي لتمرير ما لا يمكن تمريره. 

ركائز اي حكومة تقوم  على 3 امور يجب تحديد معايير واضحة لكل واحدة منها، وتتألّف الحكومة بيومين 3 ركائز:

1 – عدد الوزراء: لا يجوز جمع وزير بحقيبتين والا هيدا ضرب لمبدأ الاختصاص، وهيدا مشروع فشل لكل وزير حامل حقيبتين. الاصرار على هذا الأمر، من دون منطق هو يخبّئ استهداف سياسي لأفرقاء  وطوائف لتحجيمها  في الحكومة.

2 – توزيع الحقائب والاعداد على الطوائف والكتل:  اسهل شي  اعتماد معايير لتحديد كيفية توزيع الحقائب على أساس حجمها على الطوائف والكتل، وهذا تمرين صار معروف.

امّا القول بالمداورة لكل الحقائب ما عدا المال، فهذا اعتراف بتثبيت حقيبة المال الى الطائفة الشيعية. يجب ابقاء بعض الحقائب دون مداورة ولا اعني اي واحدة بالتحديد …والا المداورة للجميع كما هو موقفنا، أو مداورة جزئية لعدم الاعتراف بالتثبيت.

3 – التسمية: يجب اعتماد آلية واحدة لتسمية الوزراء، من اختصاصيين طبعاً. ولكن لا احد يحتكر وحده تسمية الاختصاصيين وكأنّه وحده يعرفهم او يملكهم.

كل طرف يسمّي وزرائه ويوافق عليهم رئيس الجمهورية والحكومة وهذا هو المنطق؛ أو أي آلية أخرى يجب ان تكون واحدة على الجميع.

اذا لم يتم اعتماد معايير واضحة وموحّدة، فالحكومة ستتأخّر ومن يؤخّرها هو من يضع معايير استنسابية ويخبئها بوعود متناقضة بهدف واحد هو تكبير حصّته فقط.

هيدا اضاعة للوقت لمصلحة الانهيار، وهيدا تضييع للمبادرة الفرنسية متل ما ضيّعوا حكومة د.مصطفى اديب.

كلمة الى التيار: 

اريد ان اشكر كل من تضامن معي ببيان او باتصال او بتحرّك، وبدّي قول انّو شعرت مرّة جديدة بعاطفة كبيرة من الناس والتيار، وانشا الله اقدر بادلهم فيها واعطيهم يلّي بيستاهلوه من آمال بالبلد. وبدّي اطلب من التيار يبقى على مستوى المسؤولية والانضباط، وعدم التوجه بأي تحرّك الى السفارة الاميركية متل ما نجحنا نمنع ونضبط اي تحرّك البارحة، وما نتخلّى عن صداقتنا مع شعوب بسبب اخطاء ترتكب وبتروح. هيدي العقوبات ما تعطوها اكثر من حجمها – انا كنت بقدر استغل تهديدنا فيها لفك التفاهم مع الحزب وزيد شعبية التيار واحسّن العلاقة مع الغرب والخليج، وامنع اذية شخصية عني، مادية ومعنوية، ولكن شو بيصير بلبنان؟

نعم نحنا قدرنا اننا ندفع ونضحي دايماً من اجل لبنان، لأن لمّا دخلنا معترك الحياة العامة، دخلناه مع ارادة صلبة ومع مبدئية ووطنية ما منتنازل عنهم.

وما رح ننجر وراء الافكار التخريبية، وما رح نسمح باستخدام العقوبات ضدّي لعرقلة اي مشروع لامكانية نهوض البلد، ورح نحاول دايماً نبني الجسور مع اللبنانيين وجسور للبنان مع الخارج، وما نقطعها بكيدية او لمصالح خاصة.

نحن ما منهرب وما مننكفئ وما منموت سياسياً.

وأقول اخيراً لكل الناطرين والحالمين والمتآمرين:

يلّي حاول دفننا ما عرف انّو نحنا بذور”.

من تحت التراب منقوم ومنزهر ومنعطي،

لأننا ولاد هيدي الارض  ومنبقى مزروعين فيها، ومنبقى وما منرحل!

طمرتونا، قبعتونا، عطّشتونا … شو ما عملتوا فينا منرجع منفرّخ من تحت الأرض ومنعيش ومنعطي بلدنا.

                                                           شكراً