أبهرَنا البارحة وليد بيك جنبلاط بكرمِه الزائد عندما تبرّع بألفيّ طنّ من الاسمنت الى المتضرّرين بإنفجار المرفأ عبر الجيش اللبناني من معمله الغنيّ عن التعريف في بلدة سبلين الشوفيّة
فاستعطف البيك بحركته هذه كلَّ من يجهل حقيقة علاقة جنبلاط بالاسمنت المثيرة للجدل
فماذا لو عرّفناكم بها ؟
يُعَدُّ الزعيمُ الدرزيّ أحد أهم المساهمين في معمل سبلين للإسمنت، ثالث أكبر المعامل الاسمنتية في لبنان التي أسّسها كمال جنبلاط ويترأس مجلس إدارة الشركة
وبينما يجود البيك بتبرّعاته السخيّة لأهالي بيروت بالعلن، يحتكرهم وشركاؤه في الاسواق بالخفي
فيبيعهم طنّ الاسمنت محلياً ب ١٠٠ دولار ويصدّره ب ٧٠ دولار للأجنبيّ، فيدفع اللبناني مقابل تربة جباله أكثر ممّا يدفعه مَن وراءها.
ومع ارتفاع السّعر محلياً، ممنوعٌ على من يحاول اللجوء الى إسمنت اجنبيّ الحصول على مبتغاه
بحيث قد يحصل المواطن على طن الاسمنت من قبرص ب٥٠ دولار أو من ايران ب ٣٠دولار أو من مصر ب٤٠ دولار.
فالغطاء السياسي للكارتيل الاسمنتيّ الوطنيّ المتمثّل بجنبلاط يمنع أي عملية إستيراد من الخارج قد توفّر للمواطن طنّ الاسمنت بأقل من ٥٠ دولار
وكأن اللبناني محكومٌ بالاحتكار وبدفع أسعار خيالية قد وصلت في الأزمة الحالية الى بيع كيس الاسمنت الواحد بأكثر من ١٠٠ ألف ليرة لبنانية
فيستمر المواطن بتكبّد أسعار خيالية لطنّ الاسمنت ليستمر البيك بعطاءاته يوماً بعد يومٍ من كيس من يستعطفهم وهم بغاية الاستعطاف.
فعندما يُكرِمُكم لصٌّ بارعٌ، تفقّدوا المكارمَ فهي ليست الاّ ممتلكاتِكم